أنسنة الإرهاب..وابتلاع اللسان!

 

لم تتوقف الدول الراعية للإرهاب والمستثمرة فيه عن محاولاتها لأنسنته ليس من اليوم بل من الوقت الذي سخرت فيه الدول الاستعمارية التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحها في العالم.
ففي أفغانستان اعتبر الإعلام الأميركي- الغربي عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي طلاب حرية واستقلال وهذا الشعار ألصق بكل التنظيمات الإرهابية الوليدة التي لا تخرج عن طاعة سيدها الأميركي بدءاً من شرق آسيا ومروراً بغربها ووسط أوروبا وليس انتهاء بشمال إفريقيا، حيث تحولت صور بعض الإرهابيين في ليبيا إلى أيقونات في صالات العرب تستمد منها أنفاس الحرية!!.
في أغلبية الإعلام الغربي يمنع نشر مشاهد الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية وما زالت في كل أنحاء العالم وهذا الأمر ليس بريئاً على الإطلاق وحجته أقبح من ذنب وهدفه الجوهري هو عدم انكشاف أمر هذه التنظيمات أمام شعوب هذه الدول ودعم حكوماتها لها.
في كل مرحلة يتلون تعاطي الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وأدواتهم في العالم مع التنظيمات الإرهابية التي تدعمها حسب طبيعة المرحلة، ففي أفغانستان كان الإرهابيون طلاب حرية واستقلال، وفي البوسنة والهرسك كانوا ثواراً وضحايا، وفي إيران اعتبروا مضطهدين، وفي سورية واليمن وليبيا صوروا على أنهم ثوار وطلاب حرية والبديل لحكومات هذه الدول، وفي العراق لم يصف الإعلام الغربي تنظيم داعش بالإرهابي بل (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام).
آخر ما تفتقت عنه مخلية الدول الراعية للإرهاب هو المساواة من الناحية القانونية بين الحكومات الشرعية وبين التنظيمات الإرهابية الممولة من الخارج والمدرج بعضها على قوائم الإرهاب الدولية وهو ما عبرت عنه بريطانيا بشكل صلف في مجلس حقوق الإنسان عبر تقديمها مشروع قرار حول الوضع في سورية تحاول فيه وضع الحكومة الشرعية والتنظيمات الإرهابية على سوية واحدة في المحافل الدولية.
هذه المحاولة البريطانية خطوة بائسة في مسار يخضع لعمليات تجميل مستمرة من قبل رعاة الإرهاب الذين يطرقون كل الأبواب لزرع جواسيسهم وعملائهم في الأماكن المستهدفة لأنه من الناحية القانونية لا فرق بين الإرهابي ومن يموله ويدعمه ويدافع عنه سياسياً وإعلامياً، وتندرج في هذا السياق محاولات واشنطن وتركيا ولندن وباريس لتسويق المدافعين عن التنظيمات الإرهابية في سورية على أنهم دعاة حرية وإصلاح وهم في الحقيقة مسؤولون بشكل مباشر عن إزهاق أرواح السوريين وتدمير ممتلكاتهم ومؤسساتهم.
مع الأسف إن محاولات بعض الدول الغربية شرعنه الإرهاب تجد أحياناً صدى لها في الدول المستهدفة نفسها الأمر الذي بدا واضحاً في شعارات (الربيع العربي) حيث كانت أغلبية الشعارات تتحدث عن الحرية والمساواة بينما أدوات تحقيقها عبارة عن مجموعات مسلحة سرعان ما انكشف طابعها الإرهابي وارتباطها بأجندات خارجية.
لا شك أن شعوب الدول المستهدفة بالربيع العربي أصبحت على قناعة بأن (ربيعها) لم يكن هدفه الحرية والمساواة والديمقراطية إطلاقاً ويأتي إقرار لجنة شكلها الكونغرس الأميركي بأن هدف الولايات المتحدة في سورية لم يكن القضاء على داعش أو نشر الديمقراطية والحرية بل هو (أمن إسرائيل) لـيؤكد هذه القناعة وينزع أي شك حولها.
ويقدم النظام التركي المنخرط بشكل مباشر في دعم الإرهاب كل يوم عشرات الأدلة على ما خلصت إليه لجنة الكونغرس وآخر الأدلة دعمه النوعي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب وتجريف وسرقة الآثار السورية التي وثقتها الكاميرات في مدينة عفرين وابتلعت المنظمات الدولية المعنية لسانها تجاهها.

أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023

آخر الأخبار
الامتحانات المؤتمتة بين ضرورات التطوير والواقع ارتفاع في تصنيف المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا البسطات الموسمية أكثر تنظيماً في توزعها في أحياء وأسواق العاصمة من الركام إلى الحياة..التعافي النفسي والاجتماعي في سوريا ما بعد الحرب إعادة تفعيل الخدمات بين المصرف العقاري و السورية للبريد تفاهمات دبلوماسية على بوابة الجامعة العربية.. من يخلف أبو الغيط؟ تطوير العمل الإداري بدمشق وتعزيز منظومة الرقابة هيروشيما.. ثمانون عاماً على الجريمة.. هل اعتبر العالم من المآسي؟ "تجارة دمشق" تبحث مع وفد الـ" "WFP تسهيل تنفيذ البرامج الإنسانية والإغاثية تعزيز كفاءة الشبكة الكهربائية في القنيطرة وضمان استقرار التغذية "عطاء الخير" توفر الحليب للأطفال المهجرين بدرعا المنتجون بانتظار الوعود.. صناعة الأحذية في حلب تواجه الإغراق د. نهاد حيدر لـ"الثورة": اعتماد الدفع الإلكتروني للتخفيف من التداول الورقي تركيا: التعافي الاقتصادي السريع مهم للاستقرار السياسي في سوريا نحو كفاءات إدارية تعزز جودة التعليم في دمشق حرستا تستعيد مدارسها.. "إسماعيل الريس" تتهيأ للعودة إلى الحياة "أرواد" لؤلؤة الساحل ودرّة السياحة بلا خدمات أو استثمار سوريا تنهض بمسؤولية تاريخية في تحقيق استقرار المنطقة بمشاركة أكثر من 37 شركةً.. فعاليات "موتوريكس إكسبو 2025" تنطلق حول سوق السيارات.. توقعات للمشاركين في "موتوريكس إكسبو 2025"