شغيل بالأجرة

لسنوات – عمر الأزمة في سورية – والغرب الاستعماري يسوق صورة الإرهابيين في سورية على أنهم حملة راية تشي غيفارا، ويروون قصصاً عنهم وكأنهم «القائمون بالعدل» في الأرض، يلبسونهم أجمل الصفات حول مطالبهم حتى تخالهم «تلامذة» بسمارك في الحرية والديمقراطية.
وعبر هذه الصورة الزائفة، عمل أعداء سورية على تحويل أولئك الإرهابيين إلى مطية حيناً، وشغيل أجرة أحياناً أخرى، لتحقيق أهدافهم في سورية بعد رفضها الانصياع إلى أوامرهم، والرضوخ لهم بالانجرار الى الحظيرة الصهيونية، فكانوا « دول العدوان» سفراء لشغيلتهم الإرهابيين في جميع الدول، وصوتهم على المنابر الدولية، وسندهم في أروقة الأمم المتحدة، وخزاناً لأسلحتهم التي يقتلون بها الشعب السوري.. ولا مجال هنا لإعادة الوثائق والتسريبات الاستخبارية والإعلامية التي تؤكد أن كل ما جرى في سورية من إرهاب هو بدعم غربي أميركي عربي رجعي، وآخرها سخرية موقع «أوف غارديان» الإخباري البريطاني من قيام القناة الرابعة البريطانية ببثّ ما اسمته سلسلة تقارير ترويجية لمنظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية وحملت في طياتها الكثير من التضليل والكذب، إلى حدّ دفعت الموقع إلى تفنيد المزاعم الواردة فيها.
وضرورة التذكير بما سبق جديد «ثيران» الحرية والديمقراطية، وآخر ما تمّ تسريبه من فضائح لما يسمى « قائد جيش الإسلام» السعودي المدعو أبو همام البويضاني، واعترافه بأنه وفصيله الإرهابي «شغيل بالأجرة « وذلك خلال تذمره من مموليه، واتهامه لهم بأنهم يقومون بتشغيله دون إعطائه أجرته.. ليؤكد ذاك الاعتراف أن الفصائل الإرهابية في إدلب ليست إلا «ورشاً فعّالة» تتبع لهذه الدولة أو تلك، وبأن العمل الإرهابي لكل فصيل منوط بقدر ما يدفع له من مال يدفعه سيده، وأما الحديث عن «ثورة، وحرية، وعدالة اجتماعية» ينشدها قتلة الإنسانية في سورية، فهو مجرد مشهد تمثيلي يتم عرضه على خشبة المسرح العالمي، ليحظى عرضهم بالتصفيق والتعاطف.
من المؤكد أن حقيقة عمالة وتبعية الإرهابيين في سورية لدول أخرى «أميركا، إسرائيل، فرنسا، بريطانيا، تركيا، السعودية، قطر..» كانت جلية منذ اللحظة الأولى، والقيادة السورية كانت أكثر من واعية لها، إلا أن الحقيقة الأكثر وضوحاً، هي أن أولئك «الشغيلة الإرهابيين» لم يرفضوا المصالحة في حمص، والقلمون، والغوطة، ودرعا وغيرها»، واختاروا الذهاب إلى إدلب إما لأجل المال الذي يدفعه لهم سيدهم، أو للموت هناك .. تقول حكايات التاريخ أن مصير الخائن والعميل هو الموت إما على يد سيده أو يد من خانهم.. ومن المؤكد أن الإرهابيين في ادلب ليسوا خارج التاريخ.
Moon.eid70@gmail.com

منذر عيد
التاريخ: الاثنين 15-7-2019
الرقم: 17024

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!