هو لايفعل شيئا بنا, إنه يسعى إلى تحقيق طموحه, الذي رافقه منذ طفولته, السير على الحبل بين برجي التجارة العالمي..ونحن نراقبه..!
مع أننا نعرف النتيجة, سينجح في تحقيق حلمه, معرفتنا سببها أن فيلم (السائر The walk) سيرة ذاتيه, للبهلوان الفرنسي «فيليب بيتي» الذي مشى فعلا بين البرجين «7 اب, 1974» إلا أن المخرج روبرت زيميكس, يتلاعب بنا, عبر مؤدي الدور الممثل جوزف غوردون ليفت, الذي يبدو أن فيليب حين دربه على المشي على الحبال, قد أتقن تدريبه إلى حد مذهل.
الأحداث قليلة, تتمحور جميعها حول تحقيق حلم بطل الفيلم, اصراره وتدريبه, بمساندة مجموعة من الاصدقاء وصديقته آني, تؤدي دورها الممثلة الكندية «شارلوت لوبون»..
بينما الممثل وبطل الفيلم نفسه يقف على احدى أبنية نيويورك العالية, بالقرب من البرجين ليسرد لنا احداث الفيلم, نكاد لانشعربه, لأن ذهننا يتركز حول الكيفية التي تمكن فيها من تحقيق, المستحيل..!
في المرة الاولى التي يزور احد الابراج ويتطلع من أعلى سطح المبنى, إلى الفراغ بين البرجين, يقول انه المستحيل, لكنني سأفعله..!
لايوجد مستحيل, الشغف يلغي هذه الكلمة, حتى لو تضافر كل شيء ضدك.. شغفك سيفتح الابواب كلها, الفيلم لا يتعامل مع الشغف برومانسية, بل بطريقة عملية مركزأً على الدعم الكبير من مدربه بابا رودي (بن كينغسلي).
حين نصل الى الساعة الاخيرة من الفيلم, يصبح كل شيء جاهزا لاقتحام المغامرة, ويعيد فيليب الخطة على مسامع اصدقائه مراراً, يتسارح الايقاع وتخفق قلوبنا بشدة, ونكاد نضغط على صدورنا ونحن نتابع اولى خطوات بطل الفيلم وهو ينطلق نحو الفراغ معلقا على أعلى برجين في العالم بواسطة سلك معدني..
نراجع معه, كل أحلامنا التي يوما فقدنا شغفنا بها.. مشاريعنا..التي رميناها في مكان ما.. مشاريعنا التي أنجزت ولم يؤمن بها احد.. ففقدنا اهتمامنا..!
وهو يمشي جيئة وذهابا بين البرجين بعد نجاحه في ابتلاع الفراغ, يتسارع تأنيبنا لذاتنا..حتى مشاريعنا الشخصية مع بضعة عقبات كنا نلتفت الى سواها..!
حين يفعلها.. نؤمن معه أن بإمكاننا فعلها نحن أيضا..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 15-7-2019
الرقم: 17024