يبدو الوضع الإقليمي شديد التوتر نتيجة الممارسات العدوانية التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية وتلحقها دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا واليابان بعيداً عن أدنى التزام بمواثيق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية والقانون الدولي الذي يؤكد على العمل على إحلال ال أمن والسلام ما بين الشعوب ويعطي الدول العظمى دوراً يتناسب مع قدراتها على الالتزام بالقانون الدولي وفرض شريعة الأمم المتحدة بعيداً عن جميع أساليب الهيمنة والتهديد واستخدام القوة خارج الإطار القانوني.
وتثبت الإدارات الأميركية المتعاقبة اختراقاً متواصلاً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية واستخداماً عدوانياً لمنابر المنظمة الدولية وممارسة تعسف كبير في الفترة التي تلت انفراط عرى الكتلة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفييتي وهي ما زالت تحاول تنفيذ السياسات ذاتها بالنسبة للعالم كله.
لقد مثلت سورية وعدد من الدول نموذجاً لرفض السياسة الأميركية وعدم الرضوخ لضغوطاتها ورفض الإملاءات الإمبريالية التي تصدرها خدمة للمشروع الصهيوني وكيان العدوان الاستيطاني في فلسطين المحتلة، وكانت سنوات العدوان الإرهابي المرحلة الأكثر إثباتاً للقدرة على إفشال كل المخططات الأميركية ورفض دعواتها وإسقاط جميع أدواتها الإرهابية.
ومن المؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية هي المحرك الأساس لجميع أدوات العدوان الإرهابي على سورية والراعي الأكبر للتمويل والتجنيد وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي واستخدام منصة الأمم المتحدة ومؤتمراتها مواقع لتوجيه العدوان بأشكاله المختلفة، وهي كلما فشلت في تنفيذ مخطط عدواني مرحلي انتقلت إلى غيره طالما لم تستطع تحقيق أهدافها، وهي اليوم تعلن عن الشروع في تنفيذ خطة جديدة أساسها التجنيد العسكري وتدريب مرتزقة في الأردن وإطلاقهم لمتابعة العدوان الإرهابي في مناطق شرق الفرات والجزيرة السورية، وهي خطة ستواجه الفشل بالتأكيد كما سابقاتها، إذ كانت سورية وجيشها الباسل وشعبها الصامد النموذج المتفرد القادر على احتمال كل الضغوط ومواجهتها والتصدي لها وتحويلها إلى انتصارات يصنعها صمود شعبي يدعم بواسل الجيش العربي السوري الأبطال.
مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 15-7-2019
الرقم: 17024