لم تتوقف صناعة الكتاب في سورية, تأليفا ونشرا وتوزيعا على الرغم من كل ما احاق بنا من صعوبات وارتفاع جنوني بالاسعار, في دمشق وحدها عشرات دور النشر التي مازالت صامدة, تعمل وتقدم الكتاب الجيد, ولكن هل يكفي ذلك ؟
من مد لها يد العون ؟ لا أحد أبدا, الكتاب في سورية ينادي ولكن ما من جهة تفكر بدعمه إلا التي تصدره الهيئة العامة السورية للكتاب, وهي وحدها لا تستطيع سد الفجوة الموجودة, ارتفاع كبير في التكاليف وبالتالي ينعكس ذلك على الشراء, وما من احد سوف يضحي برغيف خبزه من اجل كتاب, نرى الكثيرين يقفون أمام واجهات ما تبقى من مكتبات, يسألون عن السعر ويمضون..
في العالم كله توجد اسواق للكتاب الشعبي بنوعيه الجديد والمستعمل, في باريس ولندن وكل مكان, هذا موجود و يقصد المكان من يبحث عن كتاب قديم, عن امر ما, وفي دمشق كان الأمر نفسه على ارصفة الحلبوني كنت تجد آلاف العناوين المغرية, ويقبل عشاق الكلمة عليها, تربطهم صداقات مع باعتها, للأسف لم تجد المحافظة, محافظة دمشق حلقة أضعف من بسطات الكتب, فتم إبعادهم في البداية, ثم تم تحديد أماكن تحت جسر السيد الرئيس, وهذه خطوة جيدة وتحسب للمحافظة, ولكنها لا تكفي, فالمساحة ضيقة جدا.
مقابل المتحف الوطني ثمة رصيف مهمل جدا كان يزدهي بالكتب التي تغطيه, اليوم فقط فوقه حفريات الرمل وأشجار الكينا اليابسة, وخلفه فرع من بردى تراكمت فيه أطنان من القاذورات المرعبة, رصيف عريض وكبير, كنا قد طرحنا منذ خمسة عشر عاما أن يتم العمل على تغطية النهر, وإقامة نوافذ لبيع الكتب على امتداده, تكون بشكل جمالي محدد, وبرخص تشرف عليها المحافظة والجهات المعنية, ومازال الامر مطروحا, وممكنا, لاسيما أننا سمعنا (ليس مؤكدا) ان المحافظة تنوي ترحيل الكتب من تحت جسر السيد الرئيس إلى مكان آخر..
سوق للكتاب الشعبي, ضرورة مهمة جدا, في هذا المكان أو غيره, لايهم, لكن علينا التفكير بذلك جديا.
d.hasan09@gmail.com
ديب علي حسن
التاريخ: الاثنين 15-7-2019
الرقم: 17024