معاودة مسلسل التضليل ومسرحيات وتمثيليات وتعويم إرهابيي الخوذ البيضاء و(الكيماوي) الذي امتهنوه في إدلب وغيرها، من قبل القناة الرابعة البريطانية، والسخرية التي أثارها (من قبل أهل الدار) أنفسهم قبل غيرهم لرداءة المشاهد وصورها وتحليلاتها غير المنطقية، تأتي في سياق استباق جولة آستنة القادمة المقررة بداية الشهر القادم في عاصمة كازاخستان أولاً، وكرد فعل بريطاني غربي حانق على الأجواء الإيجابية لزيارة المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى سورية.
وثانياً في سياق محاولة إعطاء نفس أطول لتلك المجموعات الإرهابية ومتزعميها مع اشتداد لغة المعركة العسكرية، مضافاً إليها الحراك السياسي الدبلوماسي الوافد إلى دمشق مؤخراً والمثقل بأجنداته وعناوينه والتي كلها تؤكد على أهمية مكافحة الإرهاب وتحرير إدلب، مع تأكيد حقوق السيادة السورية، وهو ما يثير هيستريا الغرب محاولاً التصعيد والنفخ لإعادة تعويم تلك الخوذ المتخمة بالنفاق الكيماوي وثقب قربه المثقوبة والبالية.
هذا التعويم لأولئك العملاء المقنعين والوجه الحقيقي لإرهاب الغرب وعنصريته وكراهيته لسورية تحديداً، يؤكد أن الغرب يخنقه عنق الزجاجة أكثر، وهو يخسر آخر أوراقه التي تنسحب منه بخطوات أكثر عملية ووقعاً من هيجانه التصعيدي عبر أبواق إعلامه وتصريحاته المسمومة وتضليله، بعد أن غدا المشهد السوري والإقليمي يصرع أوهامه العدوانية في سورية ويحطم موطئ أقدامه وشعاراته ويقض مضاجع إنسانيته المزيفة، والتي كثيراً ما نراها في عمليات التهجير والتدمير ومحاولة إقصاء السكان عن بلادهم قدر الإمكان وإذلالهم على أبوابه أولاً، وعقوباته التي ليس آخرها مزاعم احتجاز الناقلة الإيرانية(غريس1) والشروط الخبيثة للإفراج عنها وغيرها الكثير هنا، كما في السيطرة الإرهابية على حقول النفط السورية وتهريبها إلى لصوصية أردوغان عبر تلك الميليشيات والمرتزقة.
هم يصرخون وحناجرهم تقلق فقط لأولئك الإرهابيين المتناسلين والمتناسخين من رحم استعمارهم وأطماعهم، أما المدنيون الذين يتعرضون لصواريخهم صواريخ مرتزقة إرهابهم العابر والمدنس لقدسية ترابنا، فلا أمر يستدعي الصراخ والقلق على أمنهم، فلا عيناً ترى ولا أذناً تسمع ولا لساناً ينطق، في مشهد من التماهي يثير اشمئزاز التاريخ من جرائمهم ومحاولات تكريسهم لهذا الكم الهائل من الإرهاب باغتصاب الأرض، واغتصاب الحدود وهو ما تحاول أميركا فعله أيضاً على الحدود العراقية مع سورية عبر استهدافها عمليات المقاومة.
هنا، وبينما السوريون يثبتون ولاءهم لأرضهم وهويتهم وسيادتهم بأرواحهم ودمائهم ويتابعون مسيرة سورية الحديثة، هناك من يتباهى بإثبات ولائه من مشيخات النفط بالمليارات أكثر للمتآمر الإرهابي الأميركي الغربي ولسلاح إجرامه.. أَوَليس المشهد مريعاً.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025