واشنطن تبازر في تصعيدها.. وفرنسا تركب الموجة البريطانية…إيران تندد بعسكرة الخليج..واجتماع طارئ في فيينا الأحد لبحث الملف النووي
وسط تصاعد نبرة التهديد الأميركي والغربي، وحملات التجييش الغربية لعسكرة الخليج تحت مسمى إنشاء تحالف لحماية الملاحة البحرية، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن إيران لا تسعى للمواجهة لكنها ستحمي مياه الخليج.
ووجه ظريف تهنئة مفتوحة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمنصبه الجديد، حملت لهجة تحذيرية في الوقت نفسه، وقال: إن مصادرة الحكومة البريطانية للنفط الإيراني بناء على طلب من الولايات المتحدة هي قرصنة واضحة وبسيطة.
وختم قائلا: إيران لا تسعى للمواجهة، ولكن لدينا 1500 ميل من ساحل الخليج، هذه مياهنا وسوف نحميها.
من جانبه قال قائد القوات البحرية الإيرانية حسين خانزادي إن إيران تمتلك طائرات مسيرة عابرة للقارات، مشيرا إلى أن استخدامها مدرج على جدول أعمال الجيش الإيراني.
واعتبر أن منطقة الخليج آمنة وليست بحاجة إلى وجود قوات أجنبية، مؤكدا أن أميركا وبريطانيا تعملان على زعزعة أمن مياه الخليج.
وقال قائد البحرية الإيرانية: إن ناقلة النفط البريطانية انتهكت قوانين الملاحة البحرية عبر سيرها في الاتجاه المعاكس وإطفاء أجهزة التتبع في مضيق هرمز، مشيرا في المقابل إلى أن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية قبالة جبل طارق قرصنة بحرية من فعل دولة.
وختم خانزادي قائلا إن زمن العربدة والعنجهية البريطانية في البحار قد ولى.
إلى ذلك قال نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري أمس إن إنشاء تحالف دولي لحماية الخليج سيجلب انعدام الأمن، مضيفا أنه لا حاجة لتشكيل تحالف، لأن هذا النوع من التحالفات بالإضافة إلى وجود قوات أجنبية بحد ذاته في المنطقة، يخلق عدم الاستقرار، وقال إن هذا التحالف بخلاف زيادة انعدام الأمن، فإنه لن يحقق أي شيء آخر.
وتماهيا مع خطوات التصعيد الأميركي والبريطاني، قال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إن بلاده تعمل مع بريطانيا وألمانيا لتشكيل فريق عمل لمراقبة الوضع في الخليج.
وأكد لودريان في كلمة أمام أعضاء البرلمان أمس: نحن نعمل على تأسيس مبادرة أوروبية مع بريطانيا وألمانيا لضمان وجود مهمة لمراقبة الأمن البحري في منطقة الخليج على حد زعمه.
وفي واشنطن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لن تؤدي مهام «الشرطي» في مضيق هرمز لحماية سفن الدول الغنية مثل السعودية واليابان.
وقال ترامب أمام الطلاب في معرض حديثه عن مشاركته في قمة العشرين إن الولايات المتحدة تحارب في سبيل جميع تلك الدول، وهذا يكلفنا ثمنا باهظا، بيد أن بعض تلك الدول غنية جدا، ونحن من يؤدي مهام الشرطي منذ عقود من السنين لحماية جميع تلك الدول.
وتساءل ترامب: لماذا نؤدي دور الشرطي في سبيل اليابان الغنية والسعودية والإمارات وغيرهما، ولكن لماذا نقوم بذلك؟ ولماذا تتواجد سفننا هناك؟ متجاهلا حقيقة أن وجود بلاده العسكري وتحشيدها في الخليج هو بسبب أطماعها الاستعمارية، ونهب ثروات المنطقة وليس لأي غرض آخر سوى ذلك.
وفي موسكو ذكرت روسيا أنها لم تتلق بعد أي مقترح من قبل الولايات المتحدة أو دولة أخرى حول إنشاء تحالف دولي لتأمين الخليج، لكنها أكدت دعمها لتطبيق مفهوم الأمن الجماعي في المنطقة.
وقال نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف في مؤتمر صحفي عقده أمس ردا على سؤال حول مبادرة الولايات المتحدة لإنشاء تحالف دولي لتأمين الخليج: لم يقترح أحد أي شيء علينا، وما صدر مجرد تصريحات، وعادة يجري الاتصال لتوضيح ما هو المراد مع عرض أفكار ملموسة.
وتابع بوغدانوف: نحن نقترح مفهومنا للأمن الجماعي في منطقة الخليج، وسنعرضه اليوم مرة أخرى من خلال نشره، أما مايقترحه الزملاء الأمريكيون فهو غير واضح على الإطلاق بالنسبة إلي.
بموازاة ذلك أفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن اجتماعا طارئا سيعقد الأحد المقبل بمشاركة القوى الكبرى في محاولة لإنقاذ اتفاق إيران النووي.
ولفتت الخارجية الإيرانية في بيان أمس إلى أن الدول الموقعة على هذا الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي انسحبت منه في أيار 2018، ستتمثل في هذا الاجتماع على مستوى وزراي أو على مستوى المدراء السياسيين.
ويأتي هذا الاجتماع الطارئ للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بعد شهر من آخر لقاء مماثل عقد في العاصمة النمساوية فيينا.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 24-7-2019
رقم العدد : 17032