تدخلات المشيخة القطرية وغيرها من ممالك الرمال في شؤون الدول وخاصة العربية كما في سورية واليمن وليبيا وغيرها، وتمويلها للإرهاب والعمليات الانتحارية، أصبحت للتبارز بين أعراب الخليج.. بين من يفوز بذلك الإجرام ويفرض وجوده أكثر بتلك الصفقات الدموية وعمليات التدمير، حيث كلٌّ يمول ويدعم مجموعات وفصائل بعينها في سعي محموم لتوسيع نفوذه على حساب دماء الشعوب واستقرارها.
وفي فضيحة إرهابية تضاف إلى سجل مشيخة قطر وهي المعترفة بدورها بدعم الإرهابيين مع آل سعود في سورية على لسان حمد بن جاسم، فإن الصومال لم ينجُ من ذلك الدعم للإرهابيين، حيث التفجيرات لم تتوقف، وهو ما كشفت عنه صحيفة (نيويورك تايمز)، عبر تسجيل صوتي يؤكد تورط مشيخة قطر في تفجيرات حدثت في الصومال، وهو عبارة عن مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير مشيخة قطر تميم بن حمد.
حيث يؤكد خلال المكالمة رجل الأعمال للسفير، أن الدوحة تقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في 18 من أيار الماضي، ويقول له بالحرف: إن (أصدقاء قطر نفذوا الهجوم).
وأوضح كذلك أن القطريين يعرفون من المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل، وقالت الصحيفة: يبدو واضحاً من سياق المكالمة، أن الهجوم كان يستهدف (تعزيز مصالح قطر) في الصومال، كما تحاول الدوحة تقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية لمساعدة الصومال على استعادة عافيته.
لكن الرد القطري الذي أتى بُعَيْد ما نشرته الصحيفة جاء ليؤكد هذا التورط الإرهابي وليس لينفيه، وهو ما يكون أقرب إلى الاعتراف منه إلى التبرير عبر المزاعم، وذلك بعد أن لجأ مكتب الاتصال الحكومي القطري في بيان إلى تكتيك غريب لنفي صلة الدوحة بالأمر، إذ حاول التنصل من المهندي وذلك بقوله: إنه لا يمثل قطر وليس له الحق في إصدار تعليق نيابة عن الحكومة، وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته.
وزعم بيان المشيخة أن الدوحة طلبت الحصول على نسخة من التسجيلات التي نشرتها (نيويورك تايمز)، لدعم التحقيق الذي تجريه-حسب قولها- بشأن مانشرته الصحيفة، ولكن لم يتم قبول هذا الطلب نظراً للسياسات التحريرية الخاصة للصحيفة.
وما يؤكد ذلك التورط أنه قال: وعليه فإن المكتب يحترم سياسات الصحيفة ولن يتخذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد.
وكانت الصحيفة بينت أن المهندي أفصح أيضاً عن التطلع لتحويل (عقود) في الصومال إلى يد الدوحة، وقالت: إنها تواصلت مع المهندي، ولم ينف صحة التسجيل، لكنه زعم أنه كان يتحدث بصفته (مواطناً) وليس (مسؤولاً حكومياً)، وأن السفير صديق منذ أيام الدراسة.
وسبق لحركة الشباب الإرهابية أن نفذت هجمات إرهابية عدة في مدينة بوصاصو ومناطق من الصومال، بما فيها العاصمة مقديشو.
فيما نقلت (نيويورك تايمز) عن مسؤول سابق في وزارة الحرب الأميركية أنه من غير المفاجئ أن تلعب قطر دوراً مزدوجاً يظهر مساندة الحكومة، ويدعم الجماعات الإرهابية.
بينما قالت محللة سابقة لقضايا مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية: إن قطر قد تكون استعانت بمتطرفين محليين لشن بعض الهجمات في الصومال، لتعطيل مصالح خصوم الدوحة.
وكالات-الثورة
التاريخ: الخميس 25-7-2019
رقم العدد : 17033