باريس تسترضي ترامب حول الضرائب الرقمية.. ماكرون يقر بوجود ظلم اجتماعي: أسباب سخط الفرنسيين لا تزال قائمة
للتخلص من هموم الفرنسيين ومتاعبهم وحركات احتجاجاتهم ضد الرئيس وحكومته لم يجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلا الهروب للوراء وإلقاء جذور الاحتجاجات ضده على التاريخ محملاً إياه مسؤولية ما يحدث، وبالتسويف المستقبلي لمعالجة قضاياهم أيضاً.
يأتي ذلك بعد أن اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الأسباب التي غذت احتجاجات «السترات الصفراء» في بلاده لا تزال قائمة، وأن لغضب السكان جذوراً عميقة من المستحيل اجتثاثها في أفق قريب.
وفي تصريح صحفي أول من أمس قال: لا تزال بلادنا تعاني مشكلات مزمنة معروفة لدينا، سببها الظلم الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها السكان.
وردا على سؤال عن احتجاجات «السترات الصفراء»، قال ماكرون: لست مقتنعا على الإطلاق بأن ما أثار في حينه سخطاً حقيقياً لدى جزء من سكان فرنسا، لم يعد له وجود الآن.
وقال: برأيي استطعنا التجاوب مع جزء من المشكلات، لكن ثمة مسائل ما زالت تنتظر حلها إذ لم نستطع اتخاذ إجراءات لازمة لمعالجتها لأن ذلك يتطلب مزيدا من الوقت، كما أن لغضب الناس أسباباً لا يمكن إزالتها في المستقبل المنظور.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة في نهاية فصل الصيف، من أجل تحسين ظروف المواطنين المعيشية، مضيفا أنه أوعز للحكومة بضمان أن تكون خطواتها أكثر جلاء في أعين الناس.
أما الحرب الرقمية التي فعّلت حضورها بين فرنسا وأميركا نهاية الأسبوع الماضي، فيبدو أن فرنسا سترضخ وتستجيب لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أول أمس أن بلاده تريد التوصل لاتفاق مع واشنطن حول الضرائب على الشركات الرقمية العملاقة قبل قمة دول مجموعة السبع في أواخر آب القادم 2019م.
جاء ذلك رداً على مهاجمة ترامب الجمعة الماضية، الضريبة الفرنسية على الشركات الرقمية العملاقة، والتي أقرها البرلمان الفرنسي مؤخرا، حيث ندد ترامب بحماقة وغباء ماكرون، إزاء هذه الضريبة، وهدد بفرض رسوم مضادة على النبيذ الفرنسي.
وصرح لومير خلال مؤتمر صحفي في باريس بالقول: نأمل بالعمل بشكل وثيق مع أصدقائنا الأميركيين حول الضرائب الشاملة على الأنشطة الرقمية، معرباً عن أمله في التوصل لاتفاق قبل أواخر الشهر القادم، موعد قمة رؤساء دول مجموعة السبع في بياريتز في فرنسا، حول هذه الضريبة الشاملة على الأنشطة الرقمية. ورأى أن الربط بين الضرائب الرقمية والرسوم على النبيذ ليس سياسة جيدة، داعيا إلى وضع مسألة الرسوم جانبا لأنها أمر مختلف جداً.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036