اجتماع فيينا يؤكد التمسك بالاتفاق النووي رغم تقويضه أميركياً.. إيران ترفض الإفراج عن الناقلة البريطانية قبل ناقلتها.. وتحذر من عواقب عسكرة الخليج

وسط إجماع الدول المشاركة في اجتماع فيينا أمس على التمسك بالاتفاق النووي رغم تقويضه من قبل أميركا، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن توفير أمن مستدام وحقيقي في المنطقة لن يكون ممكنا من دون دور إيران التي تسعى دائما لجعل بحر عمان والخليج ومضيق هرمز مسارا آمنا للملاحة البحرية الدولية.
وقال روحاني خلال استقباله أمس في طهران وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي إن وجود القوات الأجنبية هو المسبب الرئيسي للتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.. وتكمن جذور هذا التوتر والأحداث الحالية في المنطقة في انسحاب أميركا من الاتفاق النووي والاعتقادات الخاطئة لديها، مشيرا إلى أن إيران لم ولن تكون البادئة بتصعيد التوتر مع الآخرين بل تسعى لتطوير وتنمية المنطقة وإرساء الاستقرار والأمن فيها.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن احتجاز الناقلة الإيرانية غير القانوني في جبل طارق لم يجلب للبريطانيين أي فائدة بل سبب الضرر مؤكدا التصدي بشكل حازم لأي خرق يضع منطقة الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان في خطر.
في الأثناء دعت طهران الدول الأوروبية للتراجع عن إرسال أسطول حربي إلى منطقة الخليج، كما طلبت بألا تدعم بقية الدول هذا الإجراء.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن إرسال الدول الأوربية أسطولا عسكريا للمنطقة إجراء استفزازي يزيد من التوتر.
وتطرق ربيعي إلى احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية، موضحا أن طهران ترفض أي مقترح للإفراج أولا عن الناقلة البريطانية، داعيا لندن إلى الإفراج أولا عن ناقلة النفط الإيرانية وبعد ذلك ستقرر طهران بشأن الناقلة البريطانية.
إلى ذلك تعهدت إيران بأنها ستواصل خفض التزاماتها بالاتفاق النووي حتى تتم حماية مصالحها، مؤكدة مع ذلك أن أطراف الصفقة متمسكة بالحفاظ عليها.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات صحفية أدلى بها أمس بعد محادثات للجنة المشتركة لتطبيق الاتفاق النووي على مستوى المديرين السياسيين في فيينا: الاجتماع انعقد في أجواء بناءة، والمناقشات كانت جيدة، لا يمكنني القول إننا تمكنا من حل جميع القضايا، لكن ثمة تعهدات كثيرة بالتمسك بخطة العمل الشاملة المشتركة وبفكرة الحفاظ عليها، وكل الأطراف المشاركة الباقية وفية للاتفاق.
وجدد عراقجي مع ذلك تعهد إيران بمواصلة خفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، طالما لم تتم حماية مصالحها والإيفاء بالوعود من قبل الأوروبيين، وقال: سننظم عدة اجتماعات على مستوى الخبراء، لإيجاد حلول عملية تتيح لإيران الحصول على فائدتها من العقوبات المرفوعة عنها سابقا، ومن بين هذه الإجراءات آلية «انستيكس» والتي بصراحة لا تعمل حتى الآن، لكنها قيد المرحلة النهائية لإطلاقها.
من جانبها أعلنت روسيا عقب الاجتماع أن الأطراف المشاركة في الصفقة أكدت تمسكها به رغم تقويضه من قبل الولايات المتحدة.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف بعد المحادثات عبر «تويتر»، إن هذه الجلسة أتاحت مناقشة مفصلة للأوضاع المتعلقة بتطبيق الاتفاق بالتركيز على أبعاده النووية والاقتصادية.
وأضاف أوليانوف: من الواضح أن العقوبات الأميركية تقوض الصفقة النووية، لكن كل الأطراف المشاركة فيها متمسكة بالاتفاق بشكل صارم.
بدوره اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن عودة إيران إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها ضمن الاتفاق النووي أمر غير واقعي حاليا، داعيا طهران لعدم اتخاذ خطوات في طريق إلغائه.
وقال ريابكوف، في تصريح صحفي عقب الاجتماع: هناك مشاركون في الصفقة يعتبرون أن على إيران أن تعود، دون أي شروط ومتطلبات إضافية، إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها، لكن في الظروف الحالية هذا الأمر غير واقعي على الإطلاق.
وذكر ريابكوف أن إيران تنوي اتخاذ خطوة ثالثة في إطار عملية خفض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي في 4 أو 5 أيلول المقبل، في إطار نهج «القليل مقابل القليل»، مضيفا أن الأطراف المشاركة في الاجتماع دعت الطرف الإيراني إلى الامتناع عن اتخاذ هذه الإجراءات.
إلى ذلك أكد الاتحاد الأوروبي أن اجتماع فيينا لنواب وزراء الخارجية الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، أجمعوا على الحفاظ على الاتفاق ومواصلة النقاشات حول رفع العقوبات عن إيران.
وجاء في بيان للاتحاد أمس أن المشاركين في الاجتماع الذي ترأسته هيلغا – ماريا شميد، نائب منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جددوا التأكيد على الحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووي»، وأن الالتزامات النووية ورفع العقوبات جزءان أساسيان من الاتفاق.
وبحسب البيان: أكد المشاركون في اجتماع فيينا على دعمهم القوي ومسؤوليتهم الجماعية حيال المشاريع النووية، وخاصة مفاعلي أراك وفوردو، وهي أساسية ضمن خطة العمل الشاملة المشتركة لضمان الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي.

التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036

 

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها