الغارق في الوهم..!

 

أمام الحالة الأردوغانية المستفزة تبدو اللغة عاجزة أحياناً عن إيجاد مفردات تتناسب والحالة المرضية التي يعانيها هذا المهرج المثقل بأخوانيته المقيتة، إذ إن التعاطي مع هذا الشذوذ السياسي الذي يمارسه سلطان الانكشارية الواهم يتطلب قدرة فائقة على الغوص في سيكولوجيته السلجوقية المغرقة في الفجور والمراوغة والنفاق والادعاء والتضليل.
فرغم مسار آستنة التفاوضي الطويل الذي أتاح عبره الأصدقاء الروس والإيرانيون لأردوغان نافذة كبيرة للعودة عن غيّه الأعمى وحقده الأسود، وإصلاح ما أفسدته يداه ونفسه الأمارة بالسوء في سورية والإقليم، وإخراج نفسه من قوقعة الناتو الاستعمارية العدوانية، نجده مدمناً على التقليب في دفاتر السلطنة العثمانية البائدة بحثاً عن صولجان أجداده المقبورين، لاستعادة بعض ماضيهم الملطخ بالوحل، وبالرغم من كل ما لحق به من هزات داخلية عنيفة، وما تلقاه من صفعات ترامبية أردته صريع أنانيته المفرطة وفساده الاقتصادي، فإنه لم يتخلص من عقده وأمراضه .
ففي الوقت الذي يهدد ويتوعد بالاعتداء مجدداً على السيادة السورية من بوابة أطماعه في الجزيرة السورية وبذريعة القضاء على الخطر (الكردي) المهدد ــ حسب زعمه ــ للأمن القومي التركي، والعمل على إنشاء (منطقة آمنة) نراه مستمراً بالتنسيق والمشاورات مع الأميركيين الذي يحتلون هذه المنطقة ويدعمون خصومه (مرتزقة قسد) الحالمين بالانفصال، في حين يصدر للروس والإيرانيين حلفاء سورية خطباً رنانة ووعوداً فارغة حول احترامه لوحدة وسلامة الأراضي السورية، وهو الذي يرعى في نفس الوقت كل ما تبقى من وحوش وشراذم الارهاب التكفيرية في جبهات إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية بنوايا شيطانية لا تتوقف عند حد.
هذه الاستشاطة الاردوغانية في البعد عن منطق الأمور ومبادئ السياسة والعلاقات الدولية السليمة تؤشر إلى حجم مأزقه الداخلي ورغبته في تصديره خارج الحدود، ولكن كما قال (متنبينا) العظيم قبل أكثر من ألف عام: (إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه .. وصدّق مايعتاده من توهم)، ومشكلة أردوغان أنه غارق في الوهم حتى أذنيه وقد فقد بصيرته بعد هزيمة اسطنبول..!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة