يرقد المشهد تحت إرهاصات لحظة الحسم التي باتت تفرض على أطراف الارهاب التحرك بشكل مباشر وسريع ومؤثر في الميدان من أجل المحاولة مجدداً لتثبيت نقاط تمركز جديدة في عمق الواقع السياسي والميداني يمكن صرفها على طاولة الابتزاز والاستثمار المفرط في فراغات الانزياحات المتدحرجة في المواقف والسياسات.
فالحراك المحموم للولايات المتحدة ونظام أردوغان يسير في هذا الاتجاه، اتجاه خلق قواعد اشتباك جديدة تمكن الطرفين من تحقيق أكبر المكاسب بما يحاكي ويواكب طموحات وأوهام واشنطن وأنقرة في الجغرافيا السورية.
صحيح أن الاميركي يتقاطع مع التركي في دعم الارهاب ورعايته والرهان عليه، لكنهما يفترقان عند الغايات والاهداف ليبقى السباق في أشد حالاته شراسة، للعبث في الواقع المرتسم على الارض وصولاً نحو تحقيق الآجندات التي رسمها الطرفان.
لعبة تبادل الادوار التي يمارسها كل من الاميركي والتركي على قاعدة تقاسم (الكعكة ) لم تكشف حجم الخلاف والاختلاف بين أطراف الارهاب، بقدر ما لفتت الانتباه الى تلك الانهيارات الاستراتيجية في منظومة الارهاب بشكل عام، في ضوء وصول التفاهمات بين الطرفين الى طريق مسدودة بعد يقين مشترك بعدم القدرة على تحمل التداعيات الكارثية لأي حماقة قد يقدم عليها أي منهما.
تبدو الايام القليلة القادمة حافلة بالتطورات التي قد تؤدي الى تقاطعات خطيرة بالمشهد بما يعيد ترتيب الاوراق والاصطفافات والتحالفات التي من شأنها أن تنهي حالة الاجترار السياسي المقززة التي طبعت السلوك الاميركي والتركي خلال المرحلة الماضية.
الأهم من ذلك كله أن قرار الدولة السورية كان ولا يزال واضحاً وحاسماً في هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب والقضاء عليه حتى اجتثاثه من كامل الجغرافية السورية، وما يوازي ذلك من تحرير وتطهير لكل بقعة دنسها الاحتلال الاميركي والتركي.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037