يتجه الكثير من طلاب وطالبات المعاهد والجامعات فور انتهاء امتحاناتهم وبدء العطلة الصيفية، إلى البحث عن عمل مؤقت، إما لتأمين جزء من مصروفهم ومساعدة الأهل في عبء الانفاق، أو لاكتساب مهارات جديدة يمكن اضافتها لسجل المطلوب بعد التخرج عند التقدم للوظيفة
ولم يمنع القرار الجديد بدورة تكميلية هؤلاء الطلاب والطالبات من العمل، صحيح أن الهدف من العطلة الصيفية هو الحصول على الراحة بعد عناء عام دراسي طويل والاستعداد لعام جديد آخر، لكن هناك مَن يفضلون الإفادة من تلك الفترة في ممارسة وظيفة ما، إيماناً منهم بأنّ تلك الوظيفة، على بساطتها، تقتل ملل الصيف فإنها تكسبهم مهارات وخبرات متنوّعة، وتمثل إضافة ديناميكية إلى سيرتهم الذاتية، عدا عن أنها توفر مردوداً مادياً لا بأس به يكون عونا في بعض تكاليف الدراسة، أو الاحتياجات التي لا يستطيع الأهل تأمينها.
لا يخطىء الطلاب بعملهم في عطلتهم، بل على العكس لعل عملهم خلال فترة الصيف من أهم الأنشطة التي يمكنهم ممارستها، فهو بمثابة القسم العملي من الدراسة، أو لنقل التحضير لمهنة المستقبل، لأن هناك فرقاً كبيراً وواضحاً بين الحياة الأكاديمية محاكاة أو تمثيل الحياة العملية بصورة دقيقة، لأنّ البيئة الأكاديمية مختلفة بطبيعتها ومكوناتها وأُسسها ومبادئها عن الحياة العملية الواقعية. بمعنى أنّ الجامعات والمدارس تحاول إعداد الطالب للحياة العملية ولكن في بيئة المدرسة والنظرية التي تعتمد المعلومات النظرية فقط دون خوض التجربة، وهذه مختلفة عن بيئة العمل الواقعية، والدراسة في المدرسة والمعهد والجامعة أو الإعداد للعمل لن يكتمل إلّا بممارسة حقيقية لتجربة العمل، والتعرف عن قرب على السوق، وما يتم فيه، وماهي الأولويات والمهارات والخبرات التي تجعل الطالب والطالبة يحققان أكبر استفادة من دراستهم.
لذلك على المؤسسة التعليمية التعاون مع مؤسسات التشغيل كغرف الصناعة والتجارة والشركات والبنوك، لتقديم عروض عمل مناسبة للصيف، كما عليها تشجيع الطلاب على العمل وذلك بنشر الوعي لدى الطلاب والأهالي حول كيفية استغلال وقت الفراغ، والتوجه إلى تلك الفرص المتاحة، وعلى المؤسّسات الحكومية والخاصّة قبول عملهم بشكل جزئي للحصول على المزيد من الخبرات والمهارات، وتتعاظم الحاجة إلى هذا النوع من العمل أو التدريب مع خسارتنا للكثير من الخبرات بعد الحرب.
لينا ديوب
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038