بهدوء الواثق وثقة المتكلم تعبر إلى مسامعك خصوصيات لعبة رياضية تسمع بها وترددها لمجرد الاسم فهي لعبة غير شعبية كما كرة القدم لكنها سيدة في ايقاع الصفاء الذهني.اليوغا ليست مجرد رياضة فقط بل هي رياضة العقل والجسد والروح ما يتوجب العمل على هذه العناصر الثلاثة ليصبح هناك توازن بالكائن الانساني . المدربة المتألقة ميرنا ديب من نقابة عمال الطباعة والثقافة والنشر المسؤولة عن نشاطات اليوغا في ملتقى النادي العمالي الصيفي أكدت ان هذا اللون من الرياضة يدخل ضمن اهتمامات نادي ابناء العمال لهذا العام .حيث لوحظ محبة الأطفال وتقبلهم بشكل جميل ورائع لهذا اللون الممتع من الرياضة .
وعن تجربتها وكيفية التعاطي مع أطفال وطلاب بأعمار مختلفة توضح السيدة ديب أنه من خلال لقاء الأول مع الأطفال حاولت أن تكون الجلسة اجتماعية أكثر منها درساً بين آنسة وطلابها،فعمدنا الجلوس بشكل دائري للتخفيف من حالة التشنج النفسي عند الفتيان والفتيات ومن خلال الدائرة عززنا مفهوم أن الجميع زملاء وأخوة و اخوات مثل «العيلة» ومن خلال الخمس دقائق الأولى في الجلسة تفاعل الطلاب والأطفال مع الفكرة .حيث كنا نسأل كل طفل ماذا يعرف عن اليوغا ؟وبإجابات لطيفة بسيطة ذكر بعضهم أنه تصفي الذهن واخر تعني التأمل وغيرها من العبارات.فالأطفال لديهم نسبة ذكاء عالية لكن للأسف لا يتم توجيههم بشكل صحيح خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واصفة الموبايل بالعبء الثقيل على أذهن أطفالنا طالما يحمله الصغير الكبير دون تمييز الإيجابيات وسلبيات استخدامه ،لذا يفترض من الجميع توجيه الاطفال إلى نشاطات تنمي ذكاءهم لأنهم يمتلكون فعلا قدرات عقلية كبيرة.
مفاهيم تربوية وصحية
تحرص المدربة ميرنا ديب أن تكون الحصة عبارة عن مفاهيم تربوية زائد حركات جسدية،طريقة تأمل ،والتي تجعل الطفل والطالب أن يجلس بشكل صحيح بحيث يكون عموده الفقري مستقيماً.ويتنفس بشكل صحيح عن طريق الأنف مع نفخ البطن،والزفير عن طريق الأنف مع بلع البطن للداخل مع شرح سبب التنفس عن طريق الأنف بسبب وجود الشعيرات التي تنقي الهواء..فالدروس برأي ديب عبارة عن مفاهيم تربوية صحية اخلاقية إضافة لما يخص العلوم والعادات والتقاليد.
وعن سلوك مفهوم العناق للتعبير عن التقدير والحبّ لأي شخص يقدم الخير للآخر وخاصة الأمهات والآباء والمعلمات..تقول المدربة ديب أن فكرة العناق يجهلها البعض بشكل عام وهي فكرة بسيطة لكن لها أثرها الايجابي الكبير في بعث الدفء والحنان والحميمية، فعندما يكون الطفل منفعلاً وقبل ان نسمعه ونحل مشكلته يجب عناقه لتخفيف التوتر وفي حال كان متشاجراً مع احد رفاقه وزملائه يجب تهدئته ومصالحته معهم .
وأضافت أنه من خلال اليوغا تم التحدث وخوض تجربة كيفية التعامل مع البيئة ..»واجبي تجاه أسرتي، صفي ، مدرستي ، حارتي ، مجتمعي، والأطفال أنفسهم كانوا يعطون الحلول مثل «أنا اساعد ماما ،سأنظف صفي،يجب ألا نسيء لجمال الحيطان ونخرب مقاعد الصف ، علينا تنظيف باحة المدرسة باستمرار ومنع رمي الأوراق والأوساخ فيها ،والمحافظة على الأثاث المدرسي من أبواب و مقاعدو سبورة ونوافذ.
فالغرض من جلسة اليوغا تم تحقيقه من خلال التوجيه والتوعية والحركات الرياضية وفي نهاية الحصة تقول ديب كان يخصص جزءا من الوقت للتأمل كأن يناموا ويستلقوا الاطفال على الأرض لأخذهم برحلة الى البحر أو الغابة تبدأ من النقطة التي انطلقوا منها للمكان الذي اختاروه حسب وصفة اليوغا ..كأن نسير على الأرض حفايا، نشعر بورق الشجر ،بالمياه الباردة ، أشعة الشمس ، سماع صوت العصافير،حفيف الاشجار ..نغسل ايدينا،نجلس على جذع شجرة ، نأكل ما حضرته الماما من أكلات طيبة ، بعدها ننهي الرحلة بشكر الخالق الذي منحنا هذه الرحلة الجميلة وتلك الحواس الخمسة التي يجب أن نحافظ عليها..فحاسة اللمس التي شعرت بورق الشجر، وحاسة السمع التي سمعنا بها صوت الطيور،حاسة التذوق والشعور بلذة الطعام وغيرها من الحواس الأخرى حيث هدف الرحلة معرفة النعم التي وهبنا اياها الخالق والاستمتاع بها .
وعن دور الملتقى وأهميته تشير المدربة ديب إلى جمالية موضوع هذا النشاط وغيره من الأنشطة الأخرى ما يعكس الأخوة والمحبة التي جمعت مابين المشرفين والنقابيين والأبناء الصغار وحرصهم على نجاح برنامج أنشطة النادي لرسم البسمة على وجوه الأطفال وإنهاء الحالة النفسية لديهم .
تناغم بين العقل والجسد
ولعل الأهم في اليوغا أنها نشاط غير تقليدي جديد أحبه الأطفال والمشرفون على السواء من خلال الحضور المباشر لجلسات الانشطة المختلفة ..فاليوغا بالمعنى الفيزيولوجي هي التناغم بين العقل والجسد والروح ، العقل هو صفاء الذهن،بمعنى كيف أصفي ذهني وأفكر بشكل صحيح كي اتصرف بشكل صحيح وهذه فائدة الرياضة العقلية ..فيما تعكس الرياضة الروحية من خلال الحديث مع الأطفال موضوع التربية والأخلاق والتعاون ،من ناحية تقديم الخدمة والمساعدة .»كيف اساعد زميلي،كيف نعزز روح الأخوة، كيف نقدم عملا مشتركا كل ذلك ينعكس إيجابا في الجانب الروحي .
ونوهت ديب إلى وجود شيء اسمه مشروع الخدمة ،اي أن تعمل خيرا دون مقابل،وفي اليوغا اسمه الحب اللامشروط وهو امر مهم جدا باليوغا ..فكم هو جميل أن يعطي المرء دون ان يلتفت إلى المقابل،عندما تساعد أو تساعدين امك لا تنتظر كي تعطيك مكافأة ،هي لوحدها تقدر هذا الأمر وقس على ذلك الكثير.
أما الحركات الجسدية لليوغا فإنها تعالج ٩٠% من الأمراض في حال ممارستها بشكل جيد ومستمر ،وبالنسبة للأعمار الكبيرة فهي تعالج أعراض ضغط الدم،السكري،الأعصاب أو الجنف ،الروماتيزم.
و تؤكد الأستاذة ميرنا ديب في هذا الاطار أن التعامل مع الأطفال شيء صعب وليس سهل كما يعتقد البعض ومن باب الأمانة أن تدريب الأطفال على اليوغا بحاجة إلى حالة أكاديمية متطور ة أكثر من الحالة التي نتماشى معها في تعليم الاطفال خلال ملتقى أبناء العمال كونه نشاطاً جديداً وبالتالي من الصعب التعمق بحركات كثيرة لذلك تم الاكتفاء بالأشياء البسيطة وكنت أمينة جدا والكلام للمدربة ديب بإعطاء أطفال النادي جميع الأشياء الصحيحة ،ولم أخرج عن مسار اليوغا الحقيقي.
وفي الختام توضح ديب بأن اليوغا تعني باللغة السنسكريتية وهي الاتحاد مع الوعي الفردي الذي هو انا ، والوعي الكوني الذي هو الخالق..كما لا تنتمي لأي دين ولا أي طائفة ،فهي سلوك رياضي مجتمعي راق جدا يسودها كل فرح وحب وسعادة وخير ،تعمل على تعزيز النواحي الصحية والعقلية ومعرفة ما يضر وما ينفع.
كما تتضمن اليوغا الآلاف من التمارين الجسدية وعشرات التأملات فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك تحية في اليوغا اسمها تحية الشمس وهذه لوحدها تحتاج إلى تمرين لمدة شهرين،معربة عن وفائها للمكان الذي تعلمت فيه شروط اليوغا..واليوغا الحقيقي الذي هو الوفاء والإخلاص والصدق.
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038