.. وفي دير الزور.. بيان الانتصار.. من فك الحصار.. إلى المطار

 

 

كان لمدينة دير الزور أولوية كبيرة بالنسبة للجيش العربي السوري، ومرد ذلك إلى الأهمية الكبرى والموقع الاستراتيجي للمدينة كونها تشكّل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى، وتشكّل ممراً رئيساً بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى القطر العراقي الشقيق، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية وكخزان رئيس للنفط والغاز.
كما أن تحرير مدينة دير الزور من الإرهاب كان يشكّل المرحلة الأخيرة في القضاء الأكبر على تنظيم داعش الإرهابي في سورية، خاصة أنها كانت تمثّل المقرّ الرئيس لمتزعمي التنظيم، وبفقدان سيطرة الإرهابيين عليها فقد قدرته بشكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوّقة ومشتتة في الريف الشرقي للمدينة.
لقد بدأ جيشنا الباسل تحرير المدينة في مطلع العام 2017 بعد أن كان قد انتهى للتو من تحرير مدينة حلب ومحيطها من الإرهابيين، حيث بدأت وحدات من الجيش العربي السوري حربها ضد التنظيمات الإرهابية الموجودة في دير الزور عبر عمليات نوعية ومكثّفة فوجّهت وعلى مدار أيام ضربات مكثفة لهم على تجمعاتهم ومحاور تحركاتهم في المدينة وريفها.
وكانت قواتنا المسلحة قد بدأت استهداف إرهابيي تنظيم داعش في محيطي المطار وقرى الجفرة والحسينية والبغيلية والبوعمر وقرية العبد وحويجة المريعية وجبال الثردة، حيث كانت بداية موفقة لجنودنا البواسل وأدّت تلك العمليات إلى مقتل وإصابة المئات من إرهابيي التنظيم وتدمير عدد من المقرات التي كانوا يتحصّنون فيها ومدفع ثقيل.
وكما خاضت وحدات من جيشنا اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم «داعش» في حي الرشدية وشارع سينما فؤاد وذلك بالتزامن مع قيام نسورنا البواسل تنفيذ ضربات جوية ضد تحصينات ومحاور تسلل مجموعات إرهابية تابعة للتنظيم المذكور في أحياء داخل المدينة وكبدتهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد الحربي.
تقدّم على كل المحاور..
واستمرت وحداتنا المقاتلة بعملياتها العسكرية ضد الإرهابيين حيث حققت خلال الأسابيع الأولى من المعركة أي مع بداية شهر آذار من العام 2017 تقدّماً واضحاً على كل المحاور المحيطة بمدينة دير الزور خصوصاً في قرى حويجة صقر والحصان ، ومحيط تلة الصنوف ومحطة وقود الشام على المحور الجنوبي لدير الزور وهو الأمر الذي أدّى إلى تطهير جزء كبير من هذه القرى، وهو ما خلق حالة من الهستيريا والجنون داخل التنظيم الإرهابي الذي راح يستهدف المدنيين بقذائف الحقد في الأحياء الآمنة من المدينة.
في الأسبوع الأول من نيسان قصفت وحدات من جيشنا المغوار وبضربات مركّزة تجمعات لتنظيم «داعش» في منطقة المقابر وحيي الجبيلية والرشدية ومحيط الفوج 137 وشرق المطار ومحطة الكهرباء وحي العرفي في دير الزور ومحيطها، وهو ما كان يمهّد لفك الحصار عن المدينة والمطار في آن معاً، وقد أدت تلك المعارك النوعية إلى انهيار ومقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عدد من قواعد الصواريخ المضادة للدروع.
في منتصف أيار كانت خسائر المجموعات الإرهابية نتيجة الضربات المكثفة والمزلزلة لقواتنا المسلحة الباسلة كبيرة جداً إلى حدود أنها أثارت الرعب والهلع بين قطعان الإرهابيين، وبدا ذلك واضحاً حين دمّرت وحدات من الجيش العربي السوري وبإسناد من الطيران الحربي مقرات كبيرة لتنظيم «داعش» الإرهابي على مواقع وخطوط إمداداه وانتشاره داخل دير الزور ومحيطها.
في الأيام الأولى لشهر حزيران تشكّلت لدى التنظيمات الإرهابية قناعة مطلقة باستحالة التصدي لقواتنا الباسلة مع الانهيار المعنوي الكبير الذي بدأ يضرب إرهابيي التنظيم، حيث لم يعد أمامهم أي مفر سوى السقوط في هاوية الجحيم، أو الاستسلام وإلقاء السلاح، فتضييق الخناق عليهم في جحورهم وأماكن وجودهم، والضربات القاضية التي يوجهها لهم بواسل جيشنا لم تترك لهم أي خيار آخر، وقد خاضت وحدات من جيشنا الباسل في منتصف حزيران من العام 2017 اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «داعش» وتحديداً في منطقة البانوراما ومحيط اللواء 137 ومحيط تلة بروك ومدرسة السواقة والحويقة وحويجة صكر والمطار القديم والموارد والصناعة والعرفي وعياش والحميدية والعرضي والمقابر، وقد تكبّد إرهابيو التنظيم خسائر كبيرة جداً كان لها الأثر البالغ في هروب وفرار الكثير من الإرهابيين وفتح الطريق أمام الجيش العربي السوري لتحرير تلك القرى والبلدات.
شهر تموز كان حافلاً بالإنجازات والانتصارات النوعية لجيشنا الباسل الذي كان في ذلك الوقت يواصل تقدّمه في عمق البادية ويستعيد عدداً من التلال المشرفة على منطقة حميمة قرب الحدود الإدارية بين محافظتي حمص ودير الزو ويقضى على المئات من إرهابيي داعش في أحياء خسارات وكنامات والعمال ومحيط المطار ومنطقتي المقابر والبانوراما ومعبر الحويقة وقرى البغيلية وسفيرة تحتاني والحسينية والبوليل ومدينة الموحسن.
ايلول وتشرين الأول كانا شهرا الحسم والنصر على الإرهاب في مدينة دير الزور التي عانى أهلها الكثير الكثير جراء ممارسات تنظيم داعش الإرهابي الوحشية واللاإنسانية، وبدت الأيام الأولى من هذا الشهر متخمة بالخلافات والانهيارات داخل هذا التنظيم الإرهابي وكان لافتاً حالات الفرار والتصفية بين أفراده، حيث قام المئات من إرهابيه بالهروب إلى تركيا فيما قام البعض منهم بتصفية البعض الآخر خاصة المرتزقة الأجانب بتهمة الفرار من أرض المعركة.
وكان من أهم ما قام به الجيش العربي السوري في ذلك التوقيت هو قطع خطوط إمداد التنظيم الإرهابي وملاحقة أفرداه في عمق البادية حيث تم القضاء على آخر تجمعاته في منطقة هريبشة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من محافظة دير الزور، وكذلك سيطرة قواتنا الباسلة على جسر الرقة الاستراتيجي على المحور الغربي لمحافظة دير الزور، وبهذه الإنجازات النوعية تكون وحدات جيشنا الباسل قد باتت على مشارف دير الزور مواصلة تقدّمها نحو فك الحصار عن المدينة المحاصرة منذ أكثر من 3 سنوات من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
كسر الحصار عن المطار..
في السابع من أيلول استطاع جيشنا المغوار كسر الحصار عن مدينة دير الزور في إنجاز كسر ظهر الإرهاب، غير أن الإنجاز الأهم كان بعد ذلك بثلاثة أيام عندما كسر الجيش العربي السوري الحصار عن مطار دير الزور والأحياء المجاورة له، حيث التقت القوات المتقدمة من جهة المقابر مع قوات حامية المطار في لواء التأمين، وكانت هنا بداية النهاية لتنظيم داعش ونقطة البداية نحو تحرير المدينة بأكملها.
ونستذكر هنا ما قاله قائد مطار دير الزور عقب كسر الجيش العربي السوري لحصار إرهابيي تنظيم داعش عن المطار، حيث أكد أن هذا النصر هو نصر كبير لسورية وإنجاز تحقق بفضل تضحيات الشهداء والجرحى ودمائهم الطاهرة الزكية التي كانت السبب وراء نصرنا ووجودنا وصمودنا، مضيفاً إن حامية المطار كانت خلال فترة الحصار قد تعرّضت لعشرات الهجمات من إرهابيي داعش لكنها صمدت بهمة المقاتلين الأشاوس على خطوط النار الذين وصلوا الليل بالنهار ومنعوا الإرهابيين من الاقتراب من أسوار المطار وكانت جثثهم في كل محاولة لهم لاختراق أسوار المطار تملأ الأرض لأن عزمهم وإصرارهم قوي جداً فلم يستطيعوا خرق أي من خطوط قواتنا الدفاعية.
في الثالث من تشرين الثاني عام 2017 كان أهالي دير الزور على موعد مع بيان للقيادة العامة والجيش والقوات المسلحة أُعلن فيه عن تحرير مدينة دير الزور ومحيطها بالكامل من الإرهابيين، وقد حيّا بيان الجيش صمود أهلنا في دير الزور وأكد على مواصلة حربه على ما تبقّى من فلول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية .
فؤاد الوادي

 

التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية