في ذكرى عيد الجيش العربي السوري لا يمكن لنا أن نمر مرور الكرام دون أن نذكر ذاك الجسر العتيد الذي صنعه الأبطال بأجسادهم وأرواحهم لنعبر ونكون بخير..
ولا يمكننا أن ننسى كيف استقبلهم الأهالي بنثر الأرز والورود على طريق عبَّده رفاقهم بدمائهم فيما عاث به الإرهابيون تخريباً وتدميراً وقنصاً للأرواح ..
ولا يمكننا أن نتجاهل شقائق النعمان وسنابل القمح التي أينعت بركة من حيث مرَّ جيشنا البطل حاملاً بيده وفي عتاده العسكري غصن الزيتون في تعبير لا يعيه إلا من رأى سلوك المقاتل الشجاع وهو يسند امرأة يراها لأول مرة ويناديها بأمي أو يحمل طفلاً والتعب والعرق يكده..
فتلك لقطات سجلتها ذاكرتنا مع دخول الجيش إلى المناطق المحررة من الإرهاب وفتح المجال مباشرة لدخول مؤسسات الدولة والمجتمع الأهلي وقيامها بدورها الأول في إيصال المواد الغذائية ومن ثم الطرق والخدمات لكبح استغلال التجار وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وتحقق الحلم في كثير من المناطق بدخول الجيش العربي السوري واستعادته لسيادة الدولة، ولم يبق إلا القليل لتكون سورية على امتداد ساحتها بألف خير، واستطاع جيشنا البطل أن يكون صانع المشهد حين انتصر في الميدان..
وانتصر أيضاً على الفبركات والروايات الكاذبة المصنعة من قبل مواقع للتواصل الالكتروني كانت تشكل إحدى البؤر المستقطبة لمشاعر الناس.
ومن المؤكد أن الشجاعة والدعم الكبير الذي خص بالجيش العربي السوري على أكثر من صعيد كان سبباً رئيسياً في تحقيق الانتصارات بعيداً عن الأقوال، فكان الفعل سباقاً والصدق سيد الموقف..
وما أحوجنا اليوم إلى استباق الأقوال بالأفعال على صعد أخرى والسير في الطريق الصحيح، وما أحوجنا إلى إنجازات اقتصادية ذات صدى يقابلها الشارع السوري بالفرح والورود، وتضع حداً وتسد الطريق على المتربصين وعلى تسريبات وتأويلات بعض مواقع التواصل الالكترونية الكاذبة المتلاعبة بمشاعر المواطن على حساب أولوياته.
الوقت يمر وهناك عمل لم يتوقف وثمة من ينادي ويتحدث بالإنجاز، لكن مقاييس الإنجاز كثيرة وفي الشق الاقتصادي يبقى المقياس الأهم مستوى الحالة المعيشية لمواطن (دخله محدود).
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 2-8-2019
الرقم: 17040