تعاقب العقبات

 

 

 

انتهت الجولة الثالثة عشرة من منصة آستنة بالتأكيد على تنفيذ اتفاق سوتشي ما بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابع عشر من أيلول عام٢٠١٨
وما كان يتضمنه من تخفيض للتصعيد في محافظة إدلب وتراجع المسلحين إلى ما بعد عشرين كيلومتراً من خطوط التماس وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من أيدي المجموعات المسلحة التي وافقت على الدخول في مسار آستنة، وهنا كان الضامن لتنفيذ هذه الشروط هو الحكومة التركية باعتبارها ترتبط بعلاقات وطيدة مع تلك المجموعات.
واليوم نعود للتأكيد على ما تم التنصل من تنفيذه من جانب الضامن التركي المزعوم حين توقيع الاتفاق، فيما كانت تركيا نفسها من رعى حقيقة الانقلاب الشكلي في تسميات المجموعات المسلحة ومناطق سيطرتها على الأرض، فتم استبدال النصرة وهيئة تحرير الشام بالمجموعات التي كانت تتبع تركيا مباشرة، وهو الواقع الذي مازال مستمراً ولم يتغير، فتنظيم النصرة الإرهابي ما زال مسيطراً على أكثر من تسعين بالمئة من أراضي المحافظة الخضراء وبالتالي فإن تركيا لن تقدر على سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بذريعة أن النصرة لا تأتمر بأمرها، وذلك خلافاً للحقيقة والواقع، إذ أنه ما كان لهيئة تحرير الشام أن تدحر أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي لولا وجود موافقة من جانب تركيا بهدف التنصل من اتفاق سوتشي الآنف الذكر .
وعلى الرغم من أن الجولة الثالث عشرة من آستنة أعادت إحياء اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب فإن التوقعات لا تدعم إمكانية تطبيقه والتزام الجانب التركي بما يترتب عليه لأنه لم تحدث أي متغيرات على الأرض، فضلاً عما تقوم به تركيا ذاتها من جانب آخر من وجود غير شرعي لقواتها ومحاولات تغيير الديموغرافيا والمضي في الحديث عن وهم المنطقة الآمنة، وهي وقائع تحول دون وضع احتمالات إيجابية على المدى القريب، وهو ما يعني أن مشوار المواجهة مازال مفتوحاً أمام خيار المواجهة العسكرية، وقد يكون الموقف الدولي متأرجحاً فيما يتعلق بالمجموعات الإرهابية المسلحة، ففيما يؤكد السيد سيرغي لافروف أنه لا يمكن السكوت طويلاً على الوجود الإرهابي في إدلب دون حل، فإن الولايات المتحدة الأميركية والغرب الاستعماري وتركيا والرجعية الخليجية تعمل لدعم الإرهاب وتوظيفه في مهمات جديدة، ما يراكم مشكلات الحل السياسي الذي يتم الحديث عنه من جانب الأمم المتحدة ومبعوث أمينها العام إلى سورية غير بيدرسون.
مصطفى المقداد

 

التاريخ: الأثنين 5-8-2019
رقم العدد : 17041

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي