كانت استقالة اتحاد كرة القدم أمس الأول مفاجئة، نعم الاستقالة كانت مفاجئة ومفاجئة جداً، لأن المعطيات لم تكن تشير إلى شجاعة تحمل المسؤولية والجرأة في الاستقالة، التي تعني تحمّل مسؤولية الفشل في إدارة اللعبة والإخفاقات المتكررة والمتلاحقة للمنتخب الأول، دون أن ننسى ما تقدمه المنتخبات الأخرى؟!
الأسباب التي أرجعت إليها الاستقالة يرى البعض أنها ليست كاملة، وإلا لكان هذا الإحساس بالمسؤولية ظهر بعد الفشل الكبير في كأس آسيا الأخيرة، ولهذا كان صدى الاستقالة متبايناً ما بين مرحب بها على أساس طي صفحة اتحاد فشل في العمل ولم يكن يملك مقومات النجاح، وأنا هنا لا أخص رئيس الاتحاد المستقيل فادي دباس، بل معظم الأعضاء كانوا على الهامش إما لعدم الكفاءة، أو لضعف في الشخصية، ونعلم تماماً أن منهم من كان لا يزور مقر الاتحاد إلا بالمناسبات، ومع ذلك ويظن نفسه الرجل المناسب!
وهناك من تلقى خبر الاستقالة بحذر، لأن التجارب السابقة أشارت إلى أن القادم قد لا يكون أفضل، إذا ما تم طبخ الانتخابات بالطريقة المعروفة، مع الهيمنة التي يفرضها الاتحاد الرياضي بإدارته الحالية على اتحادات الألعاب، والتي يجعلها مكبلة وغير قادرة على العمل والحركة إلا بما يتناسب وأهواء أصحاب القرار الفعليين.
الآن وبصراحة أقول كنت أتمنى لو أن السيد فادي دباس أحسن العمل وقد كان قادراً على أن يقوم بدور أفضل، لولا أنه استمع إلى البعض الذين لم يكونوا له نعم الناصحين، وخاصة في التعامل مع كل الأطراف ومنها الإعلام، ربما لم يكن هؤلاء يريدون أن ينجح الدباس في وقت فشلوا هم في بناء علاقات جيدة وكسب احترام الناس.
أخيراً سأل كثيرون: إذا كان اتحاد كرة القدم قد استقال على خلفية الإخفاقات المتكررة، فما بال الاتحاد الرياضي العام مستمر ورياضتنا تمضي منذ سنوات في نفق مظلم؟! سؤال بلا جواب حتى الآن!
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042