من نبض الحدث..المهل الزمنية انتهت .. لا وقت لجمع أدلة جديدة

يُعتقد أن الفواصل الزمنية بين اجتماعات الدول الضامنة بالعاصمة الكازاخية، من جهة، والمُهل الزمنية التي مُنحت بعد كل منها لتنفيذ مُخرجاتها، من جهة ثانية، صارت كافية لإطلاق أحكام نهائية قاطعة بأن نظام اللص أردوغان يُراوغ، يَتلاعب، يَتملص، ولن يَلتزم! عدمُ الالتزام بمُخرجات الجولة (13) الأخيرة، دليلُ إثبات جديد قد لا يَتسع الصدر لاحقاً لتَجميع أدلة أخرى.
التحشيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي يقوم به النظام التركي بالاتجاهين: إدلب، والجزيرة السورية، يؤكد أن أردوغان يُمارس اللصوصية السياسية والميدانية بغطاء أميركي وليس خلافاً لإرادة واشنطن التي تُوحي بها تصريحات وزيرها الجديد مارك إسبر: (أي عملية تركية شمال سورية غير مَقبولة).
باستثناء الخلاف على السيطرة داخل (المنطقة الآمنة) التي يَتوهمانها، لا خلافات بين الجانبين الأميركي والتركي، حالية أو سابقة، حول إدلب ودعم الإرهابيين فيها، ولا حول التحركات الأخيرة لفلول الدواعش، بل يُوجد توافق تام وتوزيع أدوار مُحكم بينهما حول كل المسائل لضمان أمن (إسرائيل) وتحقيق مصالحهما المشتركة، دعكم مما أُثير من خلافات حول (اس 400) و(اف 35)، لن تُفسد الاستراتيجيات الكبرى بينهما!.
لقد مَنحت سورية وقتاً إضافياً للسياسة، ووفرت فُرصاً إضافية للدبلوماسية، إتاحة لسبل الحل بالتعاون، وتَجنباً للعمل العسكري، غير أن انكشاف الدور التركي وتَقطُّع حبال الكذب التي يلعب عليها نظام أردوغان بالتشارك مع واشنطن، لا بد أن يَنقل الحالة إلى مُستوى آخر من التعاطي بما يَفضح اللعبة ويُنهيها إلى حيث يجب أن تنتهي.
صحيحٌ أن التشابكات بالملفات، وبالعلاقات، بلغ مستوى التعقيد فيها أقصاه، ما منع الحسم بغير اتجاه، إلا أن الحالة أخذت تفرز قناعات تتبلور بهذه الأثناء على نحو من شأنه أن يضع حداً للمُتطاولين بلا استثناءات، سواء بمعالجة ملف الإرهاب، أم بمواجهة التحديات المطروحة بالخليج، أم بما يتعلق بأوجه انفلات أميركا الذي ترجمته إدارة دونالد ترامب عقوبات وحرباً اقتصادية، وأمنية، وانقلاباً على معاهدات واتفاقيات دولية، النووي الإيراني مثالاً، ومعاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى أنموذجاً.
معركة تنظيف محافظة إدلب من الحثالات الإرهابية، ستقع، وربما يَفصلنا عنها زمن قصير، بعده سيكتشف أردوغان وتحالف العدوان عجزهما عن حماية المُرتزقة هناك، وعلى امتداد الحدود الشمالية الشرقية وصولاً إلى المالكية والقامشلي وتل أبيض، إذ لا وجود لمنطقة آمنة إلا في كهف أوهامهما المُشترك، ولن يكون وجود المرتزقة والأدوات الانفصالية على الأرض السورية إلا مُؤقتاً.
يجري الإعداد لكل الاحتمالات، لا تَغفل سورية وحلفاؤها عن تفصيل أو جُزئية، ولن نَكشف سراً بتعبيرنا عن الثقة من أنّ مَن حطّم أهداف العدو الكبرى، لن تُعجزه الأقل منها. ومن أنّ مَن هزمَ مشروع استهداف سورية وخط المقاومة، سيَهزم مَثيلاته، أتى مَحمولاً على الإرهاب والادعاءات التافهة، أم أتى من البوابة الخليجية أو الإسرائيلية، فإن الفرق بالنتيجة يكاد لا يُذكر.. أمعنوا النظر إلى جميع الجبهات المفتوحة!.

كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 7-8-2019
الرقم: 17043

 

 

 

آخر الأخبار
تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة