ضامن الإرهابيين على شاكلتهم

لم يكن من المنتظر أن ينفذ ضامن الإرهابيين التركي تعهداته والتزاماته بمخرجات آستنة الأخيرة وسابقاتها، أو اتفاق سوتشي بشأن ادلب، لأنه في الأصل جزء أساسي من منظومة الإرهاب الدولي الساعية لإنهاك الدولة السورية باعتبارها رأس الهرم المقاوم للمخططات والمشاريع الصهيوأميركية التي تستهدف المنطقة برمتها، وجاءت أوامر نظام أردوغان لأدواته الإرهابية للاستمرار بشن هجماتها واعتداءاتها على المدنيين، والمناطق الآمنة بمحيط منطقة خفض التصعيد بعد ساعات من انتهاء «آستنة 13» لتثبت مجددا أن ذاك النظام ليس بوارد الجنوح نحو العمل لإيجاد حل سياسي، وإنما مواصلة الاستثمار بأوراقه الإرهابية لتحقيق أجندات عدوانية وأطماع توسعية باتت معروفة للجميع.
رفض إرهابيي أردوغان الالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد، لم يكن ليتم لولا أوامر المشغلين بذلك، فالتنظيمات الإرهابية لا تملك من أمرها شيئا لتقرر بنفسها نسف التفاهمات أو الالتزام بها، لكونها مجرد أداة بيد مشغليها عثمانيين كانوا أم أميركيين، وهذا الأمر يحمّل رعاتها وداعميها كامل المسؤولية عن التبعات، وموافقة الجيش العربي السوري على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، إلا أن عدم تحقق هذا الأمر على الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة السورية بهذا الخصوص، دفع الجيش لاستئناف عملياته القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، انطلاقا من واجبه الدستوري في حماية الشعب وضمان أمنه، وهذا حق مشروع كفلته جميع المواثيق الدولية.
نظام أردوغان ومنذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، لم يتخل يوما عن دعم تنظيماته الإرهابية بدءا بداعش، وليس انتهاء بـ» النصرة» ومشتقاتها، ويستميت اليوم في الدفاع عن تلك التنظيمات لتمكينها من ادلب واغتصابها لمصلحة أطماعه الدنيئة، خاصة بعد سقوط رهانه في السيطرة على حلب من قبل، وهذا الأمر يحمّل الضامنين الروسي والإيراني مسؤولية كبح جماح العثماني الجديد الواهم، لا سيما أنه يواصل انتهاك تفاهمات «آستنة» باحتلال أجزاء من الأراضي السورية خلافا لما تنص عليه تلك التفاهمات لجهة الالتزام بوحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.
الدولة السورية لم تعول يوما على ما يطلقه نظام أردوغان من وعود للدول الضامنة في مسار «آستنة» لخبرتها الوثيقة في مدى نكثه للعهود، ولكنها تفعل ما بوسعها لتجنب المزيد من إراقة الدماء، وفي النهاية لا يمكنها الانتظار إلى ما لا نهاية حتى ينفذ ذاك النظام التزاماته، خاصة أن ملايين السوريين الموجودين في ادلب يناشدونها باستمرار للعمل على تخليصهم من الإرهاب، ولذلك فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي، وكما حررت أغلبية المناطق التي سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية في السابق لن تدخر أي جهد لاستعادة ادلب، وكل شبر أرض لا يزال يحتله الإرهاب، أو أي قوة أجنبية غازية محتلة.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 7-8-2019
الرقم: 17043

آخر الأخبار
توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي ساعتا وصل مقابل أربع ساعات قطع بكل المحافظات وزير الطاقة: الغاز الأذربيجاني يرفع إنتاج الكهرباء ويحس... صيف السوريين اللاهب.. قلة وصل بالكهرباء.. والماء ندرة في زمن العطش الخارجية السورية: المفاوضات مع "قسد" مستمرة في الداخل واجتماعات باريس ملغاة 40 ألف طن إنتاج درعا من البطيخ الأحمر خاصة الخضار الموسمية.. ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية بحلب عصام غريواتي: استئناف خدمات غوغل الإعلانية بمثابة إعادة اندماج