وكأن الشعر شلال متدفق يجري على لسان الشاعر صالح هواري في مجموعته «قراءة في فنجان الغيم» متدفقا رقراقا فلا تكلف ولا حشو ولا تصنع ولكن عبارات شعرية جاهزة وتبدو العبارة قد فصلت على قياس المعنى والقافية وجدت مكانها في هذا الموضع دون غيره ووجودها يغني وغيابها يشكل فراغا ملموسا.
ويستهل الشاعر هواري المجموعة بقوة وعناد موجها قصيدته إلى الفدائي الذي يقف على خطوط النار قائلا له: «قف عند حدك لا تجازف أو فجازف.. مت.. لا تمت إلا كسهم الضوء واقف.. هي فرصة بيديك واحدة ولا تأتيك في كل المواقف.. في بيت نارك طلقة تسعى.. وأنت بسرها مليون عارف».
ويطغى الهم الوطني على المجموعة فهو فلسطيني الهوية دمشقي الهوى حيث يقول لدمشق: «سرقت فؤادي الشام أين أنا.. هل ضعت في عينيك يا بردى.. الشام سيدتي وملهمتي.. إلا إليها لن أمد يدا» ليظل حالما بالعودة إلى تراب فلسطين حاملا مفتاح داره في يديه منتظرا ذاك البيت البعيد قائلا لفلسطين السليبة: «أنا بانتظارك تحت ظل قصيدتي.. هل أنت أيضا بانتظاري.. هذا الفراق المر لا هو باختيارك أنت أو هو باختياري.. إن كنت يوما قد نسيتك فاقبلي مني اعتذاري». ولا تخلو المجموعة من الهم الوجداني العاطفي الذي تميز به الشاعر هواري بأسلوب جذاب سهل ممتنع زادته الغنائية والإيقاع الموسيقي جمالا فيقول: «قولي الصحيح.. تشجعي.. هل أنت راضية معي.. إن كنت راضية فزيدي في دلالك واطمعي.. عندي الكثير من الأماني.. فاقطفي وتمتعي».
وتقع المجموعة الصادرة عن دار العتيق في 186 صفحة من القطع المتوسط وما يقارب مئة قصيدة تنوعت بين الشعر العمودي والتفعيلة.
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044