لا يمكن للإرهاب أن يكون يوماً من الأيام عملاً ذا مشروعية، ولا يمكن أيضاً لصانع الأدوات الإرهابية وداعمها أن يكون حامياً للإنسانية ومبادئها، ومدافعاً حقيقياً وشريفاً عن حقوق الإنسان وحريته وأمنه واستقراره، بل إن الصانع والداعم يعد إرهابياً أكثر من الإرهابي ذاته.
وما عاشه السوريون خلال أكثر من ثماني سنوات، يؤكد بشكل جلي ما سقناه سالفاً، حيث إن صانعي تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وغيرهما من التنظيمات، ومعهم الممولون والمسلِّحون والمشاركون بالأعمال الإرهابية مع هذه التنظيمات، لم يغيبوا عن المنابر الإعلامية ولو لساعة، وهم يتشدقون زوراً وبهتاناً بالحديث عن الأوضاع الإنسانية المزرية في المناطق السورية التي ينتشر فيها إرهابيو داعش والقاعدة وشركاؤهم بالإرهاب والإجرام، مع العلم أنهم هم السبب الرئيس بهذه المأساة الإنسانية، ومخيم الركبان والمناطق الشمالية ومنطقة الجزيرة تشهد على إجرام هؤلاء الداعمين وفي مقدمتهم إدارة ترامب ونظام أردوغان.
كما يصب الاتفاق الأخير بين إدارتي ترامب وأردوغان على إقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة، في صميم الدعم لتنظيمي داعش وجبهة النصرة، وهو خطوة جديدة تضاف إلى ما يقوم به هذان الطرفان بشكل دائم لعرقلة أي حل سياسي في سورية، ويعد هذا الاتفاق المشبوه والمرفوض خروجاً فاضحاً على القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة، ولا يمكن أن تكتب له الحياة مهما حاول المسؤولون الأميركيون ونظراؤهم الأتراك أن ينفخوا فيه، لأنه ولد ميتاً.
ومن هنا فإن خطوة شريكي الإرهاب الإدارة الأميركية وأردوغان، تعد عدواناً صريحاً على سورية وشعبها، وهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً من السوريين، وعلى المجتمع الدولي أيضاً أن يعلن موقفه الرافض لها، دون تأخير لكونها تخرق ميثاق الأمم المتحدة بشكل فظّ، وتعارض في الوقت نفسه جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد سيادة واستقلال سورية ووحدتها أرضاً وشعباً.
راغب العطية
التاريخ: السبت 10-8-2019
الرقم: 17046