نقطة مضيئة تبدد ظلام الفكر… أنطــون حـــداد: العقــل ينتصــــر للحـــــب والتســامح

 

«الحب ذلك الشعور المختلف عن كل مشاعر الإنسان، قد يزول الغضب ويتبدد الخوف عند الأمان ويزول اليأس عند بارقة أمل ويطفىء نيران الشوق اللقاء، وقد يتلاشى شعور الإحباط عند الفوز بفرصة سعيدة .. إلا الحب يبقى ملازما للجسد حتى فنائه ..»
في روايته «هارمونيكا، مأساة كاهن» يرى المؤلف أنطون خليل حداد أن الحب هو الوحيد القادر على التغلب على قوة الظلام والظلم وأفكار الشر، لأنه يولد في القلب ويسبح في شرايين الجسد، يصل لكل خلاياه، ينعشها أملا وتسامحا وعشقا لاينتهي.
ورغم أن تجربته الروائية لم تكتب في مقتبل العمر، بل جاءت بعد أن شكلته الحياة من جديد بأحداثها وأوجاعها لتنضجه على نار هادئة فيثمر هذا النضج رواية هي على قدر كبير من الأهمية والبعد الإنساني، في مرحلة أصبح كل شيء يتجه إلى التسطيح واللامبالاة، ليحل مؤلفنا كنقطة مضيئة تسبح في ظلام الفكر، ولكن لمن يكتب ولماذا يكتب، ونحن في زمن لايجد الكتاب سوقا رائجة إلى حد ما يقول:
•• لاأعتقد أن زمن اللاقراءة يمكن تعميمه، وبالتأكيد مازال هناك من يقرأ ويكتب أيضا، والدليل مانراه اليوم من إصدارات لروايات جديدة والحركة المقبولة في معارض الكتب والمكتبات، ولو لم تكن كما نتمنى لكنها مقبولة نوعا ما، أما أنا فعلى قناعة أن من شب على شيء شاب عليه، وبوجود الانترنت والقراءة الإلكترونية قد يكون هناك رقم كبير من القراء لايمكن تحديده، وأنا أكتب لكل من يحب القراءة.
• ماهي دوافعك للكتابة وكيف تصف مرحلة البداية والمخاض؟
•• بدأت الكتابة في أواخر السبعينات، وكنت أحتفظ بكل ماأكتبه على الورق، ومايعجبني منه أقوم بحفظه في دفتر خاص، تأثرت كثيرا بالحرب العراقية وتدمير العراق، وأتت بعدها الأزمة المؤلمة في سورية والتي تفاعلت معها على مدار الساعة، وبدأت في العام 2011 بكتابة رواية» هارمونيكا، مأساة كاهن» أهملتها كثيرا وكنت أكتب أحيانا صفحة وأغيب عنها أشهر حتى رأت النور في العام 2018.
• رغم أن تجربتك في كتابة الرواية هي الأولى، فقد لاقت صدى طيبا لدى جمهور المتابعين، فما هي مقوماتها التي برأيك حققت هذا النجاح، وهل يدفعك هذا إلى تجربة جديدة؟
•• كتبت «هارمونيكا» بأسلوب سهل وكلمات بسيطة، حاولت فيها نثر كل لواعج النفس البشرية من المرض حتى الحب والحزن فالموت وصولا للظلم والتفكير بالانتقام.
تقصدت في الرواية أن تكون دون 150 صفحة، لأضمن عدم ملل القارىء منها، وقد يكون هذا من ضمن الأسباب التي نالت روايتي الإعجاب وبالتأكيد هذا الصدى الجميل لروايتي سيكون دافعا قويا لكتابات قادمة.
• تتضمن الرواية أحداثا ضمن فترة زمنية محددة، لماذا هذه المرحلة حصرا؟
•• تمتد الرواية بين عامي 1940 و2004 تقريبا وهي الفترة التي شهدت استقلال سورية وشهدت عدة حروب في المنطقة، سواء مع اسرائيل أو عربية وخليجية وكنت شاهدا على بعضها، مايعطي الرواية المصداقية الحقيقية.
• ماهي الرسالة التي تحملها الرواية، وهل من مشروع لتحويلها إلى عمل درامي؟
•• الكاهن داود كان له أخ في الرضاعة اسمه حمزة، وبعد وفاة والد داود الذي كان مختارا للقرية، اختار داود الحاج محمود» أبو صلاح» ليكون مختار القرية نظرا لنزاهته وسمعته الطيبة، داود فقد وحيده وفقد زوجته حزنا عليه، كل ذلك بسبب القصف الأميركي الظالم على العراق ووصل إلى مرحلة التفكير في الانتقام لكنه تراجع أمام الحب وعاش متسامحا، وهذا ماعايشناه جميعنا في سنوات هذه الحرب، ولابد أن نعود أخوة كما كنا وكان داود وحمزة، ناهيك عن أفكار كثيرة.
ورسالتي بالطبع هي دعوة إلى الحب والتسامح ونبذ الأحقاد وأفكار الانتقام، وأتمنى حقيقة تحويل الرواية لعمل درامي في حال توفر العوامل الإيجابية.
• كيف ترى المشهد الثقافي في الوقت الحالي وهل برأيك تقوم المؤسسات الثقافية بدورها في إغنائه؟
•• في الوقت الحالي ربما المشهد الثقافي شبه عاجز، والمؤسسات الثقافية قد تكون مقصرة في إغناء هذا المشهد بشتى المجالات»سينما، مسرح، مهرجانات ثقافية ..» لكن لاننسى في الوقت نفسه أننا عشنا حربا لئيمة وحصارا جائرا يعطي بعضا من العذر للتقصير.
• ماذا في الجعبة، وهل تفكر في كتابة القصة؟
•• أقوم حاليا بكتابة روايتي الثانية من صميم الحدث السوري والتي تمتد أحداثها بين عامي 2011 حتى 2018 وفي الكتاب أنقل مايعصف داخل تفكيري من أفكار وصور وترجمتها على الورق، وبالتأكيد سوف أتبع إحساسي بما أكتب.
• ماهي أدواتك الأساس في الكتابة؟
•• أهمها اللغة البسيطة في السرد والابتعاد عن الثرثرة الروائية المملة والتفاصيل العابرة، واعتمد الأحداث المتواصلة دون اللجوء إلى الفصول والأبواب، فكان الانتقال من حدث إلى آخر يتم عبر قصيدة صغيرة أو نثر ما، وكنت أكتبها بهدف أن يقرأها العامة والنخبة.
فاتن أحمد دعبول

 

التاريخ: الأثنين 12-8-2019
رقم العدد : 17048

آخر الأخبار
الربوة تحت رحمة مستثمرين يقضمون سكة القطار ويسورون مجرى بردى برنامج توزيع المياه في جرمانا بين الحاجة والتنظيم محافظ إربد يزور المسجد العمري في درعا عودة الحياة إلى القرى السورية المهجورة.. المحلات تفتح أبوابها من جديد محافظ اللاذقية يشيد بالدور الأردني في مكافحة حرائق الغابات  الهلال الأزرق يطلق نداءً عاجلاً.. ثلاثة أرباع السوريين بحاجة للمساعدة والكارثة الإنسانية تتفاقم  تضامن أهالي حلب مع رجال الدفاع المدني المشاركين في إخماد حرائق اللاذقية كيف أصبحت الغابات وقوداً تنتظر شرارة الاشتعال صادرات الخضار والفواكه.. دفعة للاقتصاد رغم تحديات الجفاف والتكاليف.. 531 براداً في أسبوعين إلى الخلي... الرشاوى واستغلال المنصب يطيحان بوزير سابق.. والنيابة تتحرك تقرير جديد للبنك الدولي يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية في سوريا وفد أردني يبحث التعاون والتنسيق مع محافظ درعا إخماد حرائق اشتعلت في قرى القدار والفلك والشيخ حسن مبادرات في حماة لدعم معتقلين محررين من سجون النظام المخلوع طلاب الثانوية "التجارية" يواجهون امتحان المحاسبة الخاصة بثقة وقلق عودة النبض التعليمي لقرية نباتة صغير في ريف الباب اتحاد البورصات التركية: سنعمل على دعم إعمار سوريا الجهود تتواصل لإخماد الحرائق ودمشق تطلب مساعدة "الأوروبي" " المركزي" يُصنف القروض تبعاً لفقر أو غنى الفرد ..خبراء لـ"الثورة": القروض تُصنف من حيث الأهداف التن... مبادرة إنسانية لدعم الساحل.. رجل الأعمال خليفة يطلق "نَفَس- حقك بالحياة"