بين الثقافة والإعلام

عندما نتحدث عن مفهوم الثقافة والإعلام لا بدّ أن نستقرئ التقارب المعرفي والجمالي بينهما..
ولا بدّ أن نلاحظ ألق كلّ منهما وانعكاسه على الآخر، ولا بدّ أن نسأل من الذي يُضيف على الآخر؟ ومن الذي يُصيغ تلك الدساتير المعرفيّة الخاصة ؟
هذه الأقانيم التي توجب ضرورة أن تلتقي وتنصهر في بوتقة التفكير العقلاني بين الأدب والإعلام، وبين كلّ المنظومات والأنظمة التي تخصُّ كلّ منهما.
تخصُّ خط التلازم المنطقي بينهما وبالتالي تؤكد على جمالية خبرهما إذ أتى وقُدّم كِليهما على الآخر، وهنا يكون الاتحاد الأجمل بينهما وبالتالي تُصاغ منهجية تُسمّى الإعلام الثقافي ومنطق العقلانية التي ترفد كلّ منهما من نهر الآخر..
«فالثقافة» هي المرتكز الأهم في حياة المجتمعات، هي قوارب النجاة إن صح التعبير، وكم من الثقافات قالت كلمتها العُليا «كلمتها الأمثل التي تُمثّل الصوت الأبقى».
والإعلام يُمثّل هذا الصوت ونطوقه الأجمل وفصاحته المرجوة، وبالتالي فإنه يرسم أوجه الالتقاء الثقافي الإعلامي.
ذاك الالتقاء الذي يبحث فيما يبحث عن «الجذوة» جذوة الشيء الأقدر على إحداث تغيرٍ ما، وعلى وضع بصمة ما، بصمة لا تركن إلى حالة معينة وإنما تحمل مجموعة من الأبعاد الثقافيّة والإعلاميّة معاً..
وهذا بالطبع يجعلنا نبحث عن خيوط الارتباط بين الثقافة والإعلام.
فهل هي موجودة بالفعل؟ وكيف يكون الأمر إن لم تكن موجودة، ولم يكن ذاك التفاعل والتجانس الثقافي الإعلامي؟
ذاك التجانس والاندماج الذي نحتاجه حقاً، نحتاج بعض قواربه من أجل أن نبحر بها ربّما، وبالتالي نجد بعض السُبل الفُضلى التي تنقلنا إليه، تنقلنا إلى ذاك الشط الثقافي الإعلامي، «تنقلنا» وتجعلنا نستقرئ الشيء المندمج بصيغ ثقافيّة وإعلاميّة, وهذه الصيغ قد يتبلور لها الكثير من الأسس والمعايير الموضوعية بالفعل الثقافي والإعلامي، هذا الفعل الجاد الأقدر على ترجمة ما نبتغي إيصاله بالفعل والوصول إليه..
وهنا قضية أخرى يجب النظر إليها، وإلى بعض قواعدها قواعد الشيء الإعلامي الثقافي المُنظّم، المُنظّم بحسب مُقتضيات قضاياه أولاً، أي بحسب قوة الفكرة وتصويبها بالشكل الصحيح، الشكل الذي يرتقي بالعلاقة القائمة بين الأدب والإعلام.. ويصيغ تلك الدساتير الخاصة بهذا المفهوم أوذاك.
فمن يستقرئ قوة الترابط الفكري بينهما يرى بأن كلٍّ منهما يُمثّل وجهاً يعكس جمال الآخر، فعند كلّ منهما يتسع منطق القول ويستمد من بلاغة الآخر، من جمال صوره وقوة الفعل المندمج والمرتبط بهما.
ذلك الاندماج العقلاني الذي يحمل المحتوى والفحوى في ذات اللحظة، وقبل هذا وذاك يحمل في طياته قوة البناء التجريدي, أي التجريدي الأهداف، أي وضوح الرؤى الثقافيّة الإعلاميّة، ونضج تجربتها الآتية من تجارب ملموسة مترابطة فيما بينها, وهذه التجارب قد تُوقد جذوة الفكرة وعظمة العمل الخلّاق الذي يُصقل الأمرين معاً، ويجعل كلّ منهما في دائرة الاندماج الفعلي والتوصيفي، ولكل من يقترب من بريدهما الوارد الإتيان إليه.
وصياغة تشكيلات تُناسب الأهداف المرجوة من قوة الترابط الفعلي بينهما، وتوضع فيه أحقيّة التوارد الثقافي الإعلامي, وهنا يكمن الجوهر الذي لا يمكن الانزياح عنه وبالتالي لا يمكن إلاّ التأسيس والبناء عليه.
البناء على قواعد تخصُّ فلسفات الإعلام الثقافي، وتُصقل جوهر هذا وذاك وتجعل من أمرهما متلازمتين تُمثّل كلّ منهما وحدة من التجانس المميز الذي يرسم ملامح الالتقاء الثقافي الإعلامي..

منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 20-8-2019
الرقم: 17051

 

 

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟