بإشراف فنانة الطفولة لجينة الأصيل..رســـومات لكتـــب الأطفــــــال في ثقافــــي أبو رمانـــــة..

 

«كيف نرسم كتاباً للطفل» عنوان المعرض الذي أقيم في مركز ثقافي أبو رمانة, متضمناً مجموعة لوحات ورسومات أنجزت بتقنيات متنوعة، في ورشة عمل تحت إشراف فنانة الرسم الموجه للأطفال المبدعة لجينة الأصيل، وهذه الورشة تشكل امتداداً لورشات عمل سبق وأقامتها، بهدف توظيف ثمرة وخلاصة خبرتها, في رفد تجارب وتطلعات الجيل الجديد، من رسامي الأطفال، ودفعها خطوات إلى الأمام,فالطفل هو المستقبل والرسومات المرافقة للقصة أو للكلمة أو للحرف تساهم إلى حد بعيد في بناء شخصيته ونموه الفكري والفني والروحي.

حداثة التقنيات
هكذا رأينا لوحات ورسومات للمشاركات منجزة بموهبة وبسوية عالية, حيث تبرز في معظم اللوحات، حيوية الخطوط وحداثة التقنيات، التي تتناسب مع الكتب الطفولية الحديثة, فالفنانات الشابات يقدمن، على اختلاف جهدهن وتمايزهن الأسلوبي، المتدرج بين الواقعية والتعبيرية والخيالية والرمزية، رسوماً تتناسب مع ثقافة الطفل، ومدى قدرته على استيعاب القصة التربوية الحديثة، التي ينتصر فيها الخير على الشر، ونرى طموحاً لتوضيح القصة المستمدة من مشاهد الطبيعة والإنسان والحيوان.
وفي رسوماتها الطفولية التي تنشرها لجينة، في كتبها الخاصة, وفي أبرز المجلات الطفولية ( عندها أكثر من 30 كتاباً موجهاً للأطفال ) ولقد تميزت كتبها بأناقتها وطباعتها الفاخرة، كما تميزت برسوماتها العفوية الحاملة نفحة أسلوبية تبسيطية خاصة عرفت بها منذ نصف قرن، وهي تتعامل مع الأطفال من منطلق التفاعل مع الحرية التعبيرية المطلقة، الحرية الحاملة في طياتها نفحات عفوية وتلقائية قريبة من أحلام الأطفال وعالمهم الساحر.
ولهذا جاءت رسومات الفنانات المشاركات، المنجزة تحت إشرافها قادرة على إعطاء فنون الأطفال نفحات جديدة، والتعبير من خلالها عن معطيات العصر الذي نعيشه, هكذا نكون قد تكلمنا عن طموح الفنانة لجينة في إيصال رسالتها عبر توجيهاتها للمشاركات,مع الحفاظ على الرموز الفنية والتربوية الحديثة، الخاصة بكل مشاركة على حدة، والاهتمام بمسألة جوهرية, وهي التعامل بعفوية في استخدام الخطوط والألوان، عفوية قريبة من تلقائية فن الأطفال وبعيدة عنها في آن واحد.
مظاهر بيئوية
وتحمل الرسومات المعروضة بعض مظاهر تأثيرات البيئة المحلية، على مخيلة الأطفال، والمشاركات يتعاملن مع الأطفال في رسوماتهن بلغتهم الخاصة، حيث يدمجون اللعب بالفرح وبالحلم, وتظهر مرونة رموزهم التعبيرية التلقائية، التي يحكون من خلالها حكايتهم مع الأطفال، كما يستعيرون أبجديات تشكيلية حديثة مثل التحوير واستخدام القصاصات الملونة، ويوظفونها في رسوماتهم الموجهة إلى عالم الصغار.
معرض رسوم كتب الأطفال هام للغاية، لأن الكتب الموجهة إلى الصغار تشكل فسحة الأمل الأكثر نقاءً في عالم الأطفال، الذين قصرنا تجاههم كثيراً في الماضي، ومثل هذه المعارض تعوض ما فاتهم في المستقبل، بعيداً عن هيمنة المؤسسات التربوية المدرسية (الراكدة) والاستعانة الآلية بالمناهج التقليدية الجامدة، وهيمنة تأثير رسوم الكبار التي تسجل نوعاً من الأسر لمخيلة الأطفال، ومواهبهم الخفية التي تركت أثراً واضحاً، على بعض تأثيرات فنون القرن الماضي والحالي، وكلنا نعرف عبارة الفنان الأسطوري «بيكاسو» الخالدة, حين زار معرضاً لرسومات الأطفال وقال: عندما كنت بعمر هؤلاء الأطفال كنت أرسم مثل «رفائيل» أما الآن وأنا في التسعين من العمر فأحاول أن أتعلم الرسم من الأطفال… مشيراً إلى مدى الصدق والعفوية والتلقائية التي تزخر بها رسومات الأطفال، في مرحلتهم التعبيرية الأولى, والمطلوب هنا من رسام الأطفال أن يرسم بإحساس طفل موهوب، مع إضفاء اسلوبه الخاص وتوظيف خبرته وتقنياته.
رسومات ايضاحية
هكذا نصل الى رسومات متقدمة تعمل على إيضاح الحكاية أو القصة أو الفكرة بالمختصر المفيد، من الأشكال والعناصر الإنسانية والحيوانية والنباتية، إذ تكمن أهمية رسومات الكتب الموجهة للأطفال، في مدى قدرتها على التقاط المشهد الذي يلخص فكرة، ويكثفها بنفس الوقت، حتى تصبح قابلة للتحول من اللغة المحكية إلى اللغة البصرية، ويبقى الرسم بعد ذلك قابلاً للعيش مدىً زمنياً أطول في أذهان وعقول الأطفال حتى لمرحلة ما بعد الفتوة والشباب.
وهي من الفنانين العرب القلائل الذين أعطوا فن الرسم الموجه إلى الأطفال مناخية أسلوبية مميزة وخاصة، فهي تطرح برسوماتها الطفولية رؤى تشكيلية حديثة تمنح الأشكال والألوان تداخلات بصرية، معبرة عن روح الفنون المعاصرة، لا سيما أنها تعمل في أحيان كثيرة على إضفاء تشطيبات وحركات انفعالية تحفر بها طبقة اللون، وهنا تبرز العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين رسوماتها الخاصة بعالم الصغار ولوحاتها الفنية التشكيلية.
وعلاقتها بعالم الصغار ترجع إلى عام 1969، حين بدأت الرسم في مجلة (أسامة) التابعة لوزارة الثقافة السورية، هذا إلى جانب كونها فنانة تشكيلية تمارس إنتاج اللوحة الفنية، حيث أقامت مجموعة من المعارض المنفردة في دمشق وروما وباريس والشارقة وغيرها.
ورسومات لجينة الأصيل تثير دهشة وإعجاب الصغار والكبار معاً. وهي من مواليد دمشق عام 1946 تحسست الفن منذ طفولتها، وشعرت برغبة وشوق لرسم الشخوص والوجوه والحيوانات وأشكال العصافير والأرانب والقطط والضفادع وغيرها والتي تشكل بانوراما عوالم الحلم الطفولي. وعلى الرغم من اتجاهها المبكر إلى الرسومات التوضيحية الخاصة بقصص الأطفال، لم تتوفر لديها الإمكانات اللازمة للاتجاه نحو الاختبار الفني الحديث، إلا بعد فترة طويلة من ممارستها للرسم الخاص بتنشئة البراعم، إضافة إلى انشغالها بتصميم الملصقات الإعلانية والتدريس الفني في كلية الفنون الجميلة.
أديب مخزوم
facebook.com adib.makhzoum

 

التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052

 

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي