استراتيجية التحرير مستمرة.. خان شيخون على موعد مع النصر… الجيش يتلو بيانات انتصاراته شمالاً.. وتحصينات الإرهاب تتهاوى
لم يكد يتم الاعلان عن اقتراب تحرير مدينة خان شيخون الاستراتيجية حتى توالت التصريحات والتحليلات التي تؤكد قرب الاعلان النهائي عن النصر على الارهاب في اكبر خزان له على الجغرافيا السورية شمالا، فما جاء على لسان الاعلام الصهيوني الذي اقر بقرب القضاء على الارهاب على كامل الجغرافيا السورية مع تحرير مدينة خان شيخون خير دليل على هزيمة الإرهاب الوهابي والتكفيري وخير دليل على تهاوي المشروع التركي الاميركي الذي يترنح على نصال الهزائم الميدانية، لتبقى خيبات اردوغان ومرتزقته عنوان المرحلة القادمة التي ترسم على يد الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات النوعية في كافة ميادين القتال.
فمع تقدم الجيش العربي السوري الى مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وقرى وبلدات في ريف حماة الشمالي أبرزها كفرزيتا واللطامنة ومورك وقريتي لحايا ولطمين، وذلك بعد ان انسحبت المجموعات الارهابية المسلحة بعد انقطاع طرق الإمداد الى ريف حماة وخشية تضييق الخناق عليهم ووقوعهم بالحصار، اقر الاعلام الصهيوني بقرب تحقيق الانتصار السوري النهائي على الارهاب، حيث أكدت صحف صهيونية أن الدولة السورية باستعادة مدينة خان شيخون باتت على مقربة من تحقيق الانتصار النهائي في سورية.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الصهيونية تقريراً أكدت فيه على أن استعادة الجيش العربي السوري لمدينة خان شيخون وانسحاب «جبهة النصرة» والفصائل الارهابية المسلحة منها يجعلها على مقربة من الانتصار النهائي، فيما اعتبرت وسائل اعلام تابعة لما تسمى «المعارضة» وناطقة بلسان التنظيمات الارهابية ان تحرير الدولة السورية لمدينة خان شيخون الاستراتيجية خطوة رئيسية لاستعادة محافظة إدلب بالكامل.
في المقابل اكد خبراء ومحللون عسكريون أن الجيش العربي السوري بادر على اطلاق هذه العملية على مراحل ممنهجة، واذا كانت كفر نبوذه تشكل نهاية المرحلة الاولى، فخان شيخون تشكل نهاية المرحلة الثانية، لافتين الى ان عملية التأمين والتحرير لن تتوقف.
وأوضح الخبراء أن هناك خياران أساسيان للجيش في استعادة إدلب، إما أن تستعاد من خلال العملية العسكرية وإما أن تستعاد من خلال التسوية والمصالحة عبر تنفيذ اتفاق سوتشي، لكن يبدو أن النظام التركي لم يتحرك الى الان ولم يتخذ القرار بأن يساهم ايجابا في مسألة إدلب وحل ذلك وفق اتفاق سوتشي.
في حين رأى محللون اتراك أن تركيا لو كانت تستطيع أن تمنع الجيش العربي السوري من تحقيق أي إنجاز، لفعلت ذلك بدون شك، لافتين الى أن ايديولوجية رئيس النظام التركي رجب أردوغان هي أن هذه المنطقة يجب ضمها لتركيا بشكل أو بآخر.
واكد المحللون بأن العداء الذي تظهره تركيا لـ»إسرائيل» هو عداء مصطنع، مشيرين الى أن بعض مشاريع تركيا التي تقوم بها في سورية تهدف من خلالها إلى خدمة «إسرائيل» بالدرجة الأولى.
هذه الحقائق التي تؤكد دون ادنى شك قرب انتهاء المشروع الارهابي في سورية جاءت بالتوازي مع استمرار النظام التركي المأزوم بتقديم الدعم لارهابيي النصرة والفصائل الارهابية المسلحة الاخرى الذين يلفظون انفاسهم الاخيرة مع قرب تحرير محافظة ادلب بالكامل، حيث كشفت وسائل إعلام تابعة للتنظيمات الارهابية عن مخطط أميركي تركي للحفاظ على وجود «النصرة» في إدلب.
واشارت الى ان واشنطن تهدف من خلال التوافق مع تركيا بالحفاظ على تنظيم جبهة النصرة الارهابي إلى إعادة هيكلة التنظيم الارهابي بطريقة لا تعطي له شرعية وبالوقت نفسه لا تقطع التعامل معه كقوة موجودة، لافتة الى أن إنهاء «النصرة» في إدلب، يعني تهديداً كبيراً بالنسبة لأميركا.
الازمات التي يعيشها اعداء سورية مع تقدم الجيش العربي السوري في ادلب وقرب القضاء على الارهاب في المدينة جاءت مع تأكيد روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بأن أي اعتداءات للإرهابيين انطلاقا من إدلب سيتم التصدي لها بكل حزم وقوة، مشيرا إلى وجود عسكريين روس على الأرض في إدلب.
الكلام الروسي جاء بالتزامن مع استمرار مسلسل الكذب والخداع على لسان النظام التركي المأزوم الذي زعم على لسان وزير خارجيته المدعو مولود جاويش أوغلو، بأن بلاده على تواصل دائم مع روسيا بخصوص إدلب، ويجب التوصل إلى صيغة تفاهم مشتركة حول المحافظة.
على المقلب الآخر وفي الوقت الذي لاتزال فيه ميليشيا قسد تعاني الخلافات والانقسامات والتباينات في مواقف مكوناتها، والتي لا تزال تعمل فرنسا وأميركا على حل هذه الخلافات، أكدت مصادر مطلعة بأن المساعي الفرنسية لحل خلافات مكونات «قسد» الارهابية لم تفلح بالرغم من التهديدات التركية لشن عملية عسكرية ضدهم.
هذا وتشهد أوساط ميليشيا «قسد» باستمرار انشقاقات داخلية وخلافات ينتج عنها في بعض الأحيان اشتباكات، وتم الكشف عنها بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن نيته سحب قوات بلاده من سورية.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 21-8-2019
رقم العدد : 17052