ثورة أون لاين-علي نصر الله:
خان شيخون تُعيد إلى الأذهان والذاكرة، حلب؟ نعم أعادت خان شيخون الذاكرة إلى الانتصار الناجز في حلب، السيادةُ اليوم لمَشاعر الفخر على امتداد الوطن، بالجيش، بقواتنا المسلحة الباسلة، ببطولات أفراد وضباط حامي الحمى الذي يُوجه رسائل حاسمة حازمة في كل الاتجاهات، إلى جميع أطراف العدوان، إلى رعاة الإرهاب الإقليميين والدوليين، وإلى أدوات الإرهاب ومُرتزقته.
أيُّ الرسائل أهم؟ وأيّها أكثر أهمية؟ تلك المُوجهة لرُعاة الإرهاب الإقليميين – نظام اللص أردوغان – أهم؟ أم تلك المُوجهة لرُعاة الإرهاب الدوليين – الولايات المتحدة – أكثر أهمية؟.
تلك المُوجهة لأدوات الإرهاب في إدلب، أهم؟ أم تلك المُوجهة إلى الميليشيات الانفصالية في منطقة الجزيرة، أكثر أهمية؟.
المَضمون واحد، الفَحوى واحدة: سورية كل سورية ستكون نظيفة من الإرهاب التكفيري، ستبقى مُوحدة مُستقلة، لا فيدراليات، لا مناطق معزولة “آمنة”، لا وجود لمُحتل أو غاصب تركياً كان أم أميركياً. هذا هو مَضمون الرسالة السورية الذي تَكرر إرسالها إلى كل قوى البغي والعدوان منذ القصير إلى يومنا هذا.
تَبلغها الجميع غير مرة خلال سنوات الحرب والعدوان، الأميركي والتركي والوهابي والصهيوني والأخواني، تبلغها الجميع، لكن أحداً منهم لم يُغادر منطقة الإنكار، ولم يَتحرر من حالة الانفصال عن الواقع، وبقي الجميع مُقيماً في الوهم! لماذا؟.
هل تُنكر أطراف العدوان وتَبقى مُقيمة بإصرار في مُستنقعات الوهم إلا لأن اعترافها يَعني من جملة ما يَعني أن المشروع تَحطم، وأن الهزيمة الكاملة تَحققت، وأن النتيجة هي أكبر وأعظم من خسارة حرب؟.
نعم، الواقع الذي تَفرضه سورية وحلفاؤها اليوم هو أعظم من انتصار في معركة، وأكبر من تَكسير مشروع أميركي صهيوني وهابي أخواني سلجوقي، ذلك أن ما صنعته سورية وتَصنعه ببطولات جيشها وصمود قيادتها وشعبها، لا يَخصها وحدها، بل يَخص العالم كله، فمن قلب انتصارها، وبسببه سيَنشأ نظام دولي جديد، مُعادلاته تُرسم هنا، مَجالاته الحيوية وآفاقه تَتحدد هنا.
الذين يُقللون من أهمية ما نَذهب إليه في القراءة الاستراتيجية لحجم هزيمة المشروع، لهم أن يُراجعوا عدد الدول المُنخرطة في العدوان على سورية، ولهم أن يَستحضروا أهم التصريحات الواهمة الصادرة عن قوى العدوان ومَنظومته، ولهم أن يَجمعوا الأرقام الفلكية من الأموال التي أُنفقت، ولهم أن يَطلعوا على المعلومات التي تُشير إلى الكم والنوع من أطنان السلاح التي شُحنت، ولهم أن يُعددوا أجهزة الاستخبارات التي كانت تَفرغت للعمل معاً وانبرت لتحقيق الهدف، ومن بعد لهم أن يَستمروا في الإنكار، أو لهم أن يَعصبوا رؤوسهم بعصابة مَتينة قبل أن تتفجر!.