البارحة وأنا أفكِّرُ بما يمكن أن أكتبه في هذهِ الزاوية لفتت انتباهي أغنية كنتُ قد سمعتُها منذ زمنٍ بعيد؛ وها هي ذي تنبعثُ الآنِ من تسجيلٍ قديمٍ إنها نفسها التي كتبها الشاعر المحارب ضدّ النازيّة فلاديمير آغاتوف وغَنَّاها عام 1943 الممثّل والمغنّي المعروف مارك بيرنيس… وككلِ أدبٍ واسع الظلال.. إنساني.. وخالد رأيتُ أنّها تتّحدث عن أبنائنا وإخوتنا الذين يذهبونَ إلى جبهاتِ القتال للذودِ عن وطنهم وأهلهم… فسارعتُ إلى ترجمتها؛ إنّها (ليلة حالكة)؛ فلنقرأ معاً:
ليلةٌ حالكة، رصاصٌ يصفِرُ في السَهبِ فحسب.
ريحٌ تعولُ بينَ الأسلاك، وتلَمَعُ النجوم بحزنٍ من بعيد.
وفي هذهِ الليلةِ الحالكة، أعلمُ يا حبيبتي
أنكِ لا تنامين،
ها أنتِ تمسحينَ دمعتكِ بصمتٍ
جالسةً إلى جوار سرير الطفل.
كم أحبُّ عُمْقَ عينيكِ الحنونتين،
وكم أرغبُ الآن أن أقبِّلهما بحنو!
الليلةُ الحالكة تفصلنا يا حبيبتي
والسهبُ الأسود القلقُ يضطجعُ ما بيننا.
أؤمنُ بكِ، يا صديقتي.. يا طريقي،
وهذا الإيمانُ يحميني من الرصاص
في الليلةِ الظلماءْ…
يفرِحُني أنني هادئٌ في معركة الموت
وأعلمُ أنكِ ستستقبلينني بالحبِ
مهما حدثَ لي
الموتُ ليسَ مخيفاً، فكم التقيناهُ
في السهول
وها هو ذا الآن يُحوِّمُ فوقي.
بينما تنتظريني ساهرةً إلى جوار المهدِ،
ولهذا أعلمُ أنّ أمراً سيئاً لي
لن يحدث.
1943
د. ثائر زين العابدين
التاريخ: الأحد 25-8-2019
الرقم: 17055