كتب المحرر الاقتصادي:
لم تترك الولايات المتحدة وسيلة إجرامية إلا واستخدمتها في حربها الإرهابية ضد الشعب السوري، سواء من خلال تجنيد وتدريب الإرهابيين ومدهم وتزويدهم بالأسلحة الفتاكة والعتاد، والإشراف المباشر على إدارة أعمالهم الإجرامية، أو من خلال الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي أخذت أوجه متعددة لترهيب الشعب السوري، وتضيق الخناق عليه حتى في لقمة عيشه، حتى أن عقليتها الإرهابية تفتقت اليوم عن خطوة عدائية جديدة لمحاولة منع الدولة السورية من استعادة تعافيها الاقتصادي الكامل، تمثلت بتهديد واشنطن للشركات التجارية أو الأفراد الذين سيشاركون في معرض دمشق الدولي بدورته الحادية والستين التي تنطلق اليوم بفرض عقوبات بحقهم.
وفق بيان للسفارة الأميركية بدمشق على صفحتها على موقع فيسبوك قالت فيه إنها لا تشجع على الإطلاق الشركات التجارية أو الأفراد على المشاركة في المعرض، مضيفة إن الولايات المتحدة «ستواصل مع حلفائها الضغط على الحكومة السورية من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية».
الخطوة العدائية الأميركية الجديدة حكم عليها بالفشل مسبقا، تماما كما سقطت المخططات الأميركية ميدانيا وسياسيا، وخير دليل أن معرض دمشق الدولي يأخذ هذا العام زخما إضافيا مع إعلان 38 دولة مشاركتها بصفة رسمية، وزيادة عدد الشركات المشاركة بنحو 500 شركة عن العام الماضي، فيما تجاوزت المساحات المحجوزة ضمنه الـ 100 ألف متر مربع وهي أكبر مساحة بتاريخ المعرض، فضلا عن أن المعرض يجسد بشكل واضح مدى قوة وتعافي الاقتصاد السوري.
التهديد الأميركي للشركات والأفراد المساهمين في المعرض يأتي استكمالا للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، التي هي بمثابة إرهاب اقتصادي تفرضها الولايات المتحدة ضد سورية فيما يرى فيه مراقبون أنه يشكل إرهاباً اقتصادياً بحق سورية ووسيلة لزعزعة أمنها واستقرارها من خلال ممارسة الضغوط الاقتصادية بعد إخفاق تدخلاتها السياسية وممارساتها العدوانية العسكرية ودعمها للإرهاب.
وبات من المعروف أن الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن بحق السوريين وقطاعاتهم الخدمية والاقتصادية بمختلف جوانبها تترافق مع دعم واشنطن المتواصل للإرهاب وبشتى الوسائل منذ بدء الحرب الإرهابية ضد سورية، وتتزامن مع كل انتصار للجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية أذرع واشنطن في تنفيذ مخططاتها السوداء في سورية والمنطقة.
الخطوة الأميركية العدائية لاقت استهجان العديد من الدول حيث تعتبر انتهاكا صارخا للقرارات الدولية، ومن هذا المنطلق أدانت روسيا على لسان خارجيتها التهديد الأميركي وقالت في بيان لها إن محاولات واشنطن تعطيل معرض دمشق الدولي تتناقض مع قرارات المجتمع الدولي بشأن سورية.. وإننا نعتبر استمرار الولايات المتحدة علناً بحجب الجهود التي تبذلها القيادة السورية بعد الأزمة بشأن إعادة الإعمار في البلاد أمراً ضاراً بوحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها ويتعارض بشكل مباشر مع نص وروح قرارات المجتمع الدولي بشأن سورية بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف في مؤتمر صحفي أمس التهديد الأميركي بفرض عقوبات ضد المشاركين في معرض دمشق الدولي بأنه غير مقبول، فيما أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق فيونغ بياو أن تهديد الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات على المشاركين في المعرض لن يثني الشركات الصينية عن المشاركة في فعاليات الدورة الـ 61 للمعرض.
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058