كنا في المقهى المعتاد بوسط دمشق، بعد أقل من نصف ساعة على اتصالي الذي أخبرته به بأنني أريد أن أتحدث معه بموضوع خطير جداً..
عندما رآني قال لي: ما الأمر؟! لماذا معالم وجهك مقلوبة، وحاجباك مقطبان كأنهما إشارة ضرب!
خير.. اللهم اجعله خيراً.. (ليش) قالب خلقتك، وكأنك مدير مكتب أحد المسؤولين.. شو صاير معك؟!
قلت له: زوجتي معصبة مني وطالع خلقها.. شكلها راح تجن وتجنني معها..!!
تخيّل أنها تتهمني بأنني متزوج ثلاث نساء قبلها..!!
قال ببرود: يقولون إن حدس المرأة لا يخطئ في مثل هذه الأمور.. ضربتُ بيدي على الطاولة غاضباً، وقلت له: بلا خفة دمك.. كم مرة قلت لك إن خفة الدم ما (بتلبقلك).
فقال بعد أن اعتدل في جلسته وأبدى جدية واهتماما: حدثني، ما الذي حدث بينكما؟؟
قلت له: ما بعرف كيف خطر ببالي إني صير رومانسي واكتبلها رسالة حب وغرام عالواتسآب!!
رغم أني بحياتي ما كتبتلها رسائل غرام بعد زواجنا.. ثم فتحتُ هاتفي وقلت له اقرأ هذه الرسالة
فقرأ الرسالة كما كتبتها: (اشتقت لك يازوجتي الرابعة)!!
فقال ببلادته الاستفزازية المعهودة: مين زوجتك الرابعة؟!
فشعرت بأنني أكاد اشتعل غضباً، وهممتُ بمغادرة المكان فأمسك بيدي، وقال: (خلص ما عاد أمزح ولا خفّف دم، ولا لطّف جو.. اجلس)، فجلست.
قلت له: الله وكيلك خربطت بحرف.. كان قصدي اكتبلها (يا زوجتي الرائعة)!!
وقد حلفت لها أيماناً معظّمة أني أخطأت في الكتابة.. ولكن، ما في فائدة.. ما كانت تصدق..
صفن أبو الريش صفنة طويلة، قطعتُها بقولي له: وين شردت؟!
قال لي: (لو أن المسؤولين الكبار يحاسبون المخطئين بنفس القساوة التي حاسبتك بها زوجتك كنا بألف خير)!!
هلال عون
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059