رغم تردّي أوضاع وسمعة الوظيفة العامة كنتيجة حتمية لضعف الرواتب، إلا أن الكثير من الأهالي يختارون لأبنائهم الناجحين في الثانوية العامة اختصاصات تلتزم الدولة بتوظيف خريجيها أثناء مفاضلة القبول الجامعي، لتخوفهم من شبح البطالة الذي يحاصر مئات آلاف الخريجين السابقين في اختصاصات أخرى، وتفادي جشع القطاع الخاص الذي يستنزف طاقات العاملين لديه مقابل معاشات غير عادلة وظروف غير إنسانية..
جارتنا أم نانا هي زوجة سائق سرفيس عمومي، لكنها تحمل مخاً تجارياً استثمارياً رهيباً، وقد أحبّت أن تختصر الطريق على كريمتها الناجحة بالبكالوريا فألحقتها بصيدلية الحارة (لتتعلم) فنون الصيدلة على أصولها، من جهة تساعد إخوتها ومن جهة أخرى تعثر على عريس..!
التقت أم نانا بجارتها (أم الفوز) في الشارع ودار بينهما المونولوج التالي: ــ ألف مبروك لنانا فرحتلها من كل قلبي..!
ــ الله يبارك فيكِ حبيبة قلبي عقبال أولادك وبناتك يارب..!
ــ شو ناوية تسجّل نانا بالجامعة..؟!
ــ بلا جامعة (بلا بطيخ) رح تشتغل صيدلانية..؟!
ــ معقول تشتغل صيدلانية من دون دراسة وشهادة جامعية..!
ــ معقول ونص.. نص العالم عم تشتغل خارج اختصاصاتها..وكتير من الصيادلة اليوم لا يحملون شهادات جامعية.. وأما أصحاب الشهادات فيؤجرونها..!
ــ لكنّ القصة خطيرة وفيها مسؤولية وأرواح ناس..!
ــ لا خطيرة ولا من يحزنون.. بعدين فيها (قرشين كويسين) أسعار الأدوية كل يوم عم ترتفع يعني دخل ممتاز..!
ــ بس ممكن النقابة تلاحقها إذا صار شي خطأ بوصفة طبية..!
ــ أعلى ما بخيلهم يركبوا.. النقابة رح تلاحق الصيدلاني صاحب الترخيص..!
ــ بس يمكن يسحبوا الشهادة..!
ــ هههههه أختي أم الفوز نانا لا تحمل شهادة.. ومن هون لوقتها بتكون ضربت ضربتها ولاقت ابن الحلال..!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الجمعة 30-8-2019
رقم العدد : 17060