بعد خلق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزيد من بؤر التوتر في العالم، وتصعيدها المستمر على العديد من الجبهات الدولية لتأجيج الصراعات والنزاعات في العالم، تسعى اليوم إلى الدفع نحو عسكرة الفضاء الأمر الذي يعني وضع الاستقرار العالمي على حافة الخطر، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشكيل قيادة عسكرية للفضاء ستكون مسؤولة عن ضمان هيمنة الولايات المتحدة، رغبة منه في تأمين الجهوزية في حال نشوب حرب النجوم.
وأكد ترامب أنه سيتم إنشاء «قوة الفضاء» التي ستصبح الفرع السادس للجيش الأميركي إلى جانب جيوش البر والبحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل. وسيتم تشكيل تلك «القوة» داخل القوات الجوية التي تشرف على العمليات العسكرية في الفضاء منذ الخمسينات.
وستكون مهمة «سبايسكوم» متعددة وتتضمن الردع والدفاع وتوفير قدرة قتالية فعالة وتدريب المقاتلين على الحرب في الفضاء، وفقا للبنتاغون.
وقال ترامب خلال حفل أقيم في واشنطن: هذه لحظة تاريخية، يوم تاريخي يلحظ أهمية الفضاء المركزية لأمن ودفاع الولايات المتحدة، مضيفا أن قيادة «سبايسكوم» ستضمن أن الهيمنة الأميركية في الفضاء لن تكون مهددة أبدا لأننا نعرف أن الطريقة المثلى لتفادي النزاعات تتمثل في الاستعداد للنصر على حد تعبيره.
وبالنسبة الى ترامب يتعلق الأمر بمحاربة أعداء الولايات المتحدة الذين يهاجمون «الأقمار الصناعية الأميركية التي تُعَدّ مهمة جداً للعمليّات في ميادين الحرب، وستكون هذه القيادة العسكرية الحادية عشرة التابعة للبنتاغون وتضاهي القيادة الوسطى على سبيل المثال والمكلفة العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وستشرف هذه القيادة الجديدة على الفضاء والأقمار الصناعية والطائرات ذات مستوى التحليق المرتفع.
الجنرال جون ريموند قائد القيادة العسكرية الجديدة قال في هذا الصدد خلال مؤتمر صحفي أمس: نحن الأفضل عالميا في الفضاء، غير أن مستوى تفوّقنا يضيق. نريد التحرك سريعا والبقاء في المقدمة، مشيرا إلى أن التهديدات تتراوح ما بين التشويش على الاتصالات وأقمار نظام تحديد الموقع إلى إطلاق صاروخ أرض جو ضد قمر صناعي.
وستعمل «سبايسكوم» بحسب الجنرال الأميركي مع حلفاء واشنطن التقليديين: مجموعة «الخمس أعين» التي تضم أجهزة الاستخبارات الأميركية والنيوزيلندية والبريطانية والكندية والأسترالية، وكذلك مع ألمانيا واليابان وفرنسا التي أعلنت بالفعل عن التخطيط لإنشاء قيادة مخصصة للفضاء، وقال ريموند: تاريخياً لم نكن بحاجة إلى حلفاء في الفضاء الخارجي الذي كان مجالًا ثانويًا لكنه أصبح مهمًا جدًا اليوم.
وقال ستيف كيتاي نائب وزير الحرب الأميركي لشؤون الفضاء: لن يكون الفضاء نقطة ضعفنا، وأضاف رداً على سؤال حول احتمال البحث عن حياة خارج الكوكب أن «سبايسكوم وقوة الفضاء ستركزان على الحياة على الأرض».
في آذار 2018، نسب ترامب لنفسه هذه الفكرة وإن كان مجلس النواب قد صوت قبل عام من ذلك التاريخ على قانون إنشاء «شعبة الفضاء» الذي عارضه وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس علانية، معتبرا أن إنشاء فرع عسكري سادس سيكون باهظاً وغير ضروري.
كما أعربت قائدة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون عن معارضتها لهذه الفكرة، بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه قوة الفضاء المستقبلية معارضة من الكونغرس الذي يفترض أن يوافق على تمويلها الذي يقدره البيت الأبيض بنحو 8 مليارات دولار. وفي موسكو نقلت وسائل إعلام روسية أن روسيا اعتبرت أن أميركا بتشكيلها قيادة عسكرية للفضاء إنما تقوم من خلالها بتشكيل المقدمات اللازمة لعسكرة الفضاء الكوني لاستخدامه في تحقيق أغراضها العسكرية، مشددة على أنها ستضطر للرد على التهديدات المحتملة بتدابير وإجراءات متطابقة.
وكالات – الثورة
التاريخ: السبت31-8-2019
رقم العدد : 17061