الملحق الثقافي:هنادة الحصري:
يستقيل الليل من أفلاكه العليا، إذا تهمي القصيدة
تنثر الطيب رذاذاً تحت أقواس القزح،
تحتويني بالندى القدسي، تسمو بجناحي
إلى ما يشتهي كوخ الدجى الزاهي
أضوي شمعة الوجنات،
في ظل النعاس الحلو تغويني.
هما كفاي تاجا كبرياء،
تحملان الحب، كنز العمر،
من سحر الحكايات البعيدة..
تختبي في نبضها الوردي رؤيا زمني
أيهذا اللازوردي الموارى في إناءات المساء
تلك أقماري أضاءت دفتر الطين وشع الوعد أخضر..
مدهشاً، كالبرق في سكب من الأمطار نور
موقظاً نهر الأناشيد الجديدة:
كلما غنى لعينيك البهاء
من وريدي تتهادى كلماتي
من تصاوير حنيني تتمرأى وابتهالات دواتي
-2-
جئني موالاً عن شفة الشرفة
كي لا أقضي لفحاً في أفق يشرب نخب الشمس
تتسرب أعشابك –هذي البرية- بين مفاصل أيامي
فأرى وشمك فوق الجيد هلالاً كالعناب الدامي
يا غصناً من ليمون عانق جيد صباحاتي
في حضن صنوبرة أخفيك
وفي أوشحة الكلمات،
وبين براعم ضوء العطر،
وغيم من رائحة اللوز،
أغطي مد كيانك،
كي أحميك من الإعصار وغدر الاّتي..
دمعي يرقص في عيني
فيمم شطر الأجفان
وقبل بين الأهداب
وحاذر أن يلهيك الهمس
فالنفس الأمارة بالـ.. حاذر غنج النفس
وتسلق أشجار الشعر، ورنّم إيقاعات الجرس.
-3-
حبيبي.. بكل لآلئ كون الخلائق
واللون، أو وارفات الظلال
أنا لا أبيعك
«حبيبي» إذ قلتها هرول النبض
وانفتحت نافذات المسافات
في الشفق القرمزي
وغلت بيادر نيسان
سيل أغان
قناديل جورية
وانتشى ياسمين
وغنى الحمام الحليبي في عشه
وتبختر بين الروابي ربيعك
«حبيبي» هي الريح تلبس أثوابها الحاليات
الشغوفات حباً
كقمح بلادي الدفوق الوفاء
«حبيبي» هي الريح ترجع نكهة حزن الشتاء
ورائحة الجمر والكستناء
وتعجن نسغ القصيدة بالبيلسان
حبيبي.. هو اليم فيك
فكن ليناً في اشتجار السحاب
وغابات عمري لديك
فلا تترك الطوف يطغى
وتمحى صلاة النهار بطامي العباب
على جانحيك، رسمت الأغاني
ونخل الطفولة
والأمنيات ونبض الشباب
حبيبي.. لنا خمرة الشمس
منقوعة بالبراعم
خالدة الدفق
نافرة من رماد الفناء..!!
لأغني لحبك.. تصحو نجوم
ويرقص غاب الصنوبر شوقاً
وتسهر في قبة الكون أقمار «لوركا»
وتندهنا «بابل العز» كي نحتسيها معاً
جام دفء
يشنشله كرز هانم
سكر، سهر، فرح
يشتهيه القمر
وأبقى أنادي: حبيبي.. حبيبي ليسأم مني الضجر
أتذكر كم كنت تفعم حباً إذا نسجنا خيوط المطر
التاريخ: الثلاثاء3-9-2019
رقم العدد : 963