حتماً، هي ليست المرة الأولى التي نتابع فيها البرامج والتمثيليات الإذاعية.. تنبشُ في حياتنا، همومنا، مشاكلنا، معاناتنا، ولاسيما بعد بدءِ الحرب التي تفاقمت بسببها معاناة الناس، ومشكلاتهم الاجتماعية والأخلاقية.
نعم، هي ليست المرّة الأولى التي نتابعها فيها. لكنها المرة الأولى التي نشاهدها أمامنا، وبممثليها وموسيقاها وأدواتها وتعابير الوجوه والأصوات التي تؤدَّى بإبداعِ حناجر مجسّديها..
شاهدنا ذلك في «معرض دمشق الدولي» حيث تجمهرت أعداد الزوار في الهواء الطلق، لمتابعة برامجٍ لم يعتادوا إلا سماعها إذاعياً، وكـ «ظواهر مدهشة» و»محكمة الضمير» و»حكم العدالة» وغيرها من برامجٍ قال «باسل يوسف» رئيس دائرة التمثيليات في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، عن هدفهم من المشاركة بها:
«كان هدفنا من مشاركتنا هذا العام، جعل الفنانين في حالة احتكاكٍ مباشر مع جمهورهم. الجمهور الذي سعينا لتعريفه بآلية العمل الدرامي-الإذاعي، وبعناصره التي هي «ممثل، موسيقا، مؤثرات» إضافة إلى فكرة «حكواتي المعرض» الذي قدم توثيقا لكل دورات معرض دمشق، من الدورة الأولى حتى الدورة الـ 60 وسنقدم في اليوم الأخير، توثيق الدورة 61..
هذا التوثيق، من خلال مشاهدة ومعاصرة كلّ الدورات، وبلسان الباحث والمؤرخ والفنان القدير «أحمد خليفة». أيضاً، الفنانين القديرين «سعيد عبد السلام» و«نبيل جعفر».
أما عن مشاركة البرامج والتمثيليات الإذاعية في المعرض، فقد ذكّر بأن فكرتها: «الفكرة وليدة هذا العام، وتميّزت بعفويتها، والصدق في أحاسيس الفنانين، وهي فكرة قابلة للتطوير الذي يجعلها تُقدَّم بشكل احترافي..
ذكر ذلك، منوِّهاً إلى أن البرامج والتمثيليات المشاركة هي.. «محكمة الضمير» و»شباب دوز» و»دراما الأطفال» و»دراما شباب» و»ظواهر مدهشة» و»حكم العدالة» و»صور وعبر» و»حكايات الفن والفنانين».
أيضاً، ولأنه من المهم أن يعرف جمهور المعرض، من الذي يكتب له ما يسمعه من البرامج والتمثيليات، سألنا كاتب البرنامج الاجتماعي-الإنساني-النقدي «محكمة الضمير».. الفنان والكاتب الدرامي «أحمد السيد» عن هذه المشاركة، فأعلن بأنها:
«شاركت دائرة التمثيليات الإذاعية في «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» بشكلٍ تفاعلي في معرض دمشق الدولي -جناح وزارة الإعلام، وذلك من خلال تسجيل البرامج والتمثيليات الدرامية بشكل مباشر أمام الجمهور، وكان برنامج «محكمة الضمير» هو النشاط الأول لهذه الدائرة، حيث تمّ تسجيل حلقة كاملة بعنوان «تهور أم». الحلقة التي قدّمنا فيها صورة تعاكس الصورة المعهودة للأم المعطاءة والحانية.. صورة الأم التي حوَّلتها الحرب إلى جلادة قاسية ومتهورة، وهي الصورة التي أردنا من تقديمها، ورغم ندرتها. أردنا أن نقول، بأن علينا ألا نفقد ومهما كانت الظروف، مهمتنا الأساسية وأخلاقنا الإنسانية.
هذا وقد اعتبر «السيد» بأن هذه المشاركة التي تُعتبر الأولى في المعرض، هي ترويج للدراما الإذاعية التي تألقت في هذه المرحلة، وبأن اختياره لـ «محكمة الضمير» أتى بسبب حصد هذا البرنامج للعديد من الجوائز العربية والمحلية، وفي عدة مهرجانات، إضافة إلى ما يتناوله وينتقده من قضايا، هي من صلب الواقع الذي يعاني منه، جميع أبناء هذا الشعب.
هفاف ميهوب
التاريخ: الجمعة 6-9-2019
الرقم: 17067