اليوم يغلق معرض دمشق الدولي أبواب دورته الحادية والستين، وقد عم عطر (الوردة الدمشقية) التي زينت شعاره لهذا العام أجواء الفرح التي عاشها السوريون على مدى عشرة أيام مبطنة برسائل باتجاهات مختلفة تقول للعالم إن دمشق انتصرت وإن التعافي أخذ طريقه إلى اقتصاد البلاد والذي بدأت مفاصله الأساسية بالدوران سريعاً لتلحق بركب التطور.
دورة ثالثة للمعرض بعد سنوات من الأزمة البغيضة أثبتت للعالم مدى قدرة الإنسان السوري على الصمود والإصرار على الحياة وإنجاز الجمال من رحم الدمار ونفض غبار الحرب الآثمة عن جبين سورية المجد والحضارة.
عشرات الدول والشركات من مختلف أصقاع الأرض شاركت السوريين حدثهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني، فعلى الجانب الاقتصادي وقِّعت كثير من العقود والصفقات التي سيظهر لاحقاً انعكاسها على السوق المحلية بتعزيز الاقتصاد السوري من خلال زيادة إيراداته وإعادة مكانة المنتجات السورية في الأسواق الخارجية، كما سيظهر البعد الاقتصادي المهم للمعرض على مستوى المنطقة في تعزيز وتطوير التواصل والتعاون مع الدول التي شاركت بالمعرض.
فيما شكل الجانب الثقافي حالة معرفية لا بل كانت بعض أجنحة المعرض أشبه بمركز ثقافي وقامت بعض الدول المشاركة بعرض مقتنيات وصور تاريخية وتراثية تتعلق بثقافات مجتمعاتها ضمن أجنحتهم المخصصة إضافة إلى ارتداء القائمين عليها اللباس الشعبي الخاص.
أما الجانب الفني فقد كان غنياً بنجومه إلى درجة أعادت لهذا الحدث الكبير الكثير من ألقه حتى أن بعض الفنانين مثل المطربة المصرية الشهيرة الغائبة عن الأنظار عفاف راضي وفي خطوة غير متوقعة قررت أن يكون انطلاقها مجدداً من أرض معرض دمشق الدولي إلى عالم الغناء لتؤكد مدى أهمية هذا الحدث ومكانته عند الجميع.
وبعيداً عن كل هذا يبقى لقاء الأهل والأحبة على أرض المعرض هو الحدث الأبرز، فالكثير من زوار المعرض قدموا من خارج القطر بصحبة الأهل والأقارب والأصدقاء، وحالة الفرح التي عمت أجواء المعرض وأجواء الود والإلفة التي سادت كانت واضحة جلياً في عدد العائلات الكبير الذين قصدوا المعرض، ولعل الحشود الكبيرة التي تجاوزت أعدادها اليومية حاجز المئة ألف زائر تشهد على أهمية الجانب الاجتماعي لهذا الحدث الكبير في تلاقي السوريين بعد كل ما مروا به من أوجاع ومصائب.
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 6-9-2019
الرقم: 17067