المعادلات تبدّلت، ورحى المعارك دارت بأيدي من يتقنها، أبطال الجيش العربي السوري، الذي اتقن فنون المعارك، وقدم الدروس في ضبط عقارب المشهد وفق حلوله الميدانية.. فلم يعد لأي مسعى في جعب أسياد الارهاب ما يعول عليه، بعد أن بحّت الأصوات، وخابت الآمال، فبات الهروب أنجع وسيلة للنجاة من غرق محتم في رمال سورية المتحركة.
بعد أن أطلقت صرخات الهزيمة من حناجر إرهابيي الوهابية والإخوانية في الشمال السوري كما كان حالهم في جنوبه وشرقه وغربه بعد الضربات القاسمة التي يتلقّاها من أبطال الجيش العربي السوري حيث حقق الكثير من الإنجازات، يبدو أنها أعلنت نفير الفزع عند أسيادهم في تركيا وحلفائهم الأميركيين، فإرهابيوهم المدللون يسحقون ويدمرون.
سارع مسؤولو النظام التركي يلهثون وراء اختطاف اللحظات الأخيرة من فشل مشروعهم العثماني التوسعي للحاق بأي جديد يعطي لهم أملاً جديداً، بعد أن انهارت كل محاولاتهم لأخونة المشهد وجعله داكناً يملؤه الحقد كقلوبهم العمياء.
أردوغان قالها من روسيا ومن ثم المتحدث باسم نظامه العثماني والذي لم يخرج عن خطاب سيده الإخواني ناشدوا بالفم الملآن ما اسموه “التطبيق الحرفي” لاتفاق إدلب الذي كانت وما زالت أنقرة تراهن على مُهله وأوقاته الإضافية لتمرير أوهامها العثمانية.. فهل أصبح “اتفاق إدلب” حبل نجاتهم ؟؟؟.
صحيح أن الجيش العربي السوري وافق على إيقاف النار من طرف واحد، لكنه مدفوع بأهداف إنسانية اعتاد على تقديمها على كل الحلول، وهو له حق الرد على أي استهداف أو خرق إرهابي يطول المدنيين وحتى العسكريين.
رغم كل تلك التشعبات فإن المشهد برمّته يقول عكس ذلك.. فالاجتماعات واللقاءات بأي صيغة كانت وبأي زمان ومكان، ستقرأ بتلاوات ميدانية يقودها أولاً الجيش العربي السوري.. أما النهاية فلها قصة مستمرة ترويها انتصاراتهم القادمة.. الجيش سيقول كلمة الفصل في الميدان.. ولا يصح إلا الصحيح.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 6-9-2019
الرقم: 17067