إن مفهومي عن الرغبة مختلف تماماً. أولاً؛ الرغبة بحد ذاتها هي وجود الرغبة من دون هدف، الرغبة غير الموجّهة، والخالية من الدافع، الرغبة النقية، هي الوجود, إن الطاقة المسماة رغبة هي طاقة الوجود ذاتها.
المطلوب ليس تدمير الرغبة وإنما تنقيتها, لا يجب التخلص منها وإنما تحويلها, الرغبة هي كينونتك تحديداً؛ وقوفك ضدها هو وقوف ضدّ ذاتك وضدّ كل كائن حي, إن وقوفك ضدها يعني أن تتكون ضدّ الأزهار والطيور والشمس والقمر. يعني أن تكون ضدّ الإبداع. الرغبة هي الإبداع.
كانت الكتب المقدّسة الشرقية على حق تماماً عندما قالت إن الله خلق الكون بسبب رغبة عظيمة ظهرت لديه – رغبة للخلق، ورغبة للإظهار، رغبة ليظهر في مخلوقات كثيرة، رغبة في الاتساع, لكن هذا عبارة عن مجاز؛ (…), الرغبة تعني التوق، تعني التوق العظيم للاتساع، الرغبة بالتضخم، الرغبة بأن تكون هائلاً – أن تكون شاسعاً كالسماء.
كتاب الحكمة أوشو، الإنسان الجديد جزء ثاني/من إصدارات دار الحوار 2019.
التاريخ: الاثنين 9-9-2019
الرقم: 17070