الأمن بالأمن

كيف يمكن أن يتصور النظام السعودي أنه سيبقى في مأمن وطائراته تقوم بتدمير اليمن وتهديم بيوته فوق رؤوس أصحابها؟ أو أن ينعم بالأمن وعائدات النفط وقواته تقوم بحصار الشعب اليمني وتحرمه من أبسط احتياجاته في الغذاء والدواء؟
لا يعتقدن عاقل في تلك العائلة المالكة بأن يشن حرباً على اليمن تحت اسم «عاصفة الأمل» دون أن يطوله شيء مما يرتضيه لأطفال اليمن ونسائه وشيوخه، وما حصل بالأمس من استهداف لمنشآت شركة أرامكو السعودية للنفط هو بعض «الأمل» الذي حملته طائرات العدوان السعودي إلى مشافي اليمنيين ومدارسهم وبيوتهم.
الأمن بالأمن قاعدة لليوم والمستقبل بعد أن نهضت الشعوب المظلومة والدول المستهدفة في عيشها وأمنها ومستقبل ابنائها، والمثال واضح على حدود لبنان الجنوبية، فلا جبروت العدو الإسرائيلي ولا قوته العسكرية وفرت له الحماية، ولا قببه الحديدية أشعرت مستوطنيه بالأمان المزعوم، فأصل الأمن أن تمنحه لغيرك فيعود إليك، وأصل انعدامه عدوان يرتد عليك.
النظام السعودي أشعل منطقة الخليج في حرب لا يعلم نهايتها، واستجر إليها دولاً لا ناقة لها بها ولا جمل، واليوم يستنجد بالعالم لإنقاذه من ورطته الكبرى مطالباً بالحفاظ على أمن الطاقة الذي كان له الدور الأكبر في تهديد مصادرها عبر مضيق هرمز.
وفي الجوار يتحدث رأس النظام التركي عن الأمن و»المنطقة الآمنة» وهو يدرك تماماً أن التهديد الأمني الذي تواجهه تركيا اليوم هو من صنع يديه بعد أن حول بلاده إلى مقر وممر لمرتزقة وإرهابيين استقدمهم من مختلف أنحاء العالم لمحاربة الدولة السورية.
تركيا لم تشعر يوماً بتهديد أمنها كما اليوم، والسبب هو نظامها الذي عمد إلى ضرب الأمن في سورية ودعم الإرهاب والفوضى فيها، فلا بد أن الشرور مرتدة عليه.
لقد حان الوقت أن تدرك الأنظمة المعتدية في المنطقة، تلك التي مولت وسلحت الإرهاب ودعمت الفوضى والتطرف وشنت الحروب، أن شراء الأمن بالأمن وليس بأي شيء آخر، فلا أساطيل الدول العظمى ولا خزائن الذهب والدولارات ولا ناقلات النفط بقادرة على توفير الأمن لدولة في العالم.. كفوا عن إشعال الحروب والتوترات وستنعمون بالأمن وعائدات النفط وما شئتم غير ذلك.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 18-9-2019
رقم العدد : 17077

 

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً