بالأفعال.. وليس بالأقوال

الكثير من اللقاءات والاجتماعات عقدت حتى الآن ضمن إطار مسار (آستنة)، وصلت إلى 13 جولة، وإلى خمس لقاءات بين رؤساء الدول الضامنة، آخرها لقاء أنقرة الثلاثي، وجميعها أكدت ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سورية وسلامة أراضيها، وعلى الاستمرار بمكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً، بالإضافة إلى رفض أي وجود أجنبي غير شرعي، كذلك رفض أي محاولة لخلق وقائع جديدة على الأرض والتصميم على الوقوف ضد الأجندات الانفصالية، ولكن عملية ترجمة تلك المخرجات على أرض الواقع لم تزل تصطدم بعقبة نفاق النظام التركي، وتعنت مشغله الأميركي، وإصرار الجانبين على استغلال الصبر السوري في محاولة تكريس وجودهما الاحتلالي.
نظام أردوغان وهو ضامن للإرهابيين لم يسع يوماً لأن يقرن أي مضمون من البيانات الختامية لاجتماعات آستنة أو اتفاق سوتشي بشأن إدلب بالأفعال على الأرض، وسرعان ما ينقلب على كل تفاهم أو اتفاق قبل أن يجف الحبر الذي كتب فيه ذاك الاتفاق، فهو يواصل احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية ويهدد بالمزيد، وبدل أن يعمل على استرداد إرهابييه من منطقة خفض التصعيد أو سحب أسلحتهم، يرسل أعداداً إضافية منهم، ويمدهم بأنواع جديدة من الأسلحة الأكثر قتلاً وفتكاً، وهذا وحده يعد انتهاكاً لكل ما تم التوافق عليه، والضامنين الروسي والإيراني يدركان هذا الأمر جيداً، ويتحملان مسؤولية الضغط عليه كي ينهي احتلاله، ويكف عن دعم التنظيمات الإرهابية.
الجانب الأميركي صحيح أنه ليس جزءاً أساسياً من مسار (آستنة)، ولكنه حاضر بكل تفاصيله، ومعني بكل مخرجاته، باعتباره المحرك الرئيسي للضامن التركي، يديره كيفما يشاء، ويرسم له كل طرق الالتفاف على ما يتم التوافق بشأنه بين الدول الضامنة الثلاث، ولذلك لا يحق له المساومة والمبازرة على أي شبر أرض من سورية، فهو إلى جانب أداته التركية قوتا احتلال وعدوان، يمارسان بشكل مباشر إرهاباً منظماً بحق السوريين، ويطلقان العنان لمرتزقتهما على الأرض من (نصرة وداعش وقسد) وغيرها للاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، ويوظفون أولئك المرتزقة الإرهابيين في مشروعهما التقسيمي في انتهاك سافر لكل التفاهمات السابقة، وخرق واضح لكل القوانين والمواثيق التي نصت عليها الأمم المتحدة.
الدولة السورية دائماً تعطي الفرص تلو الأخرى للإرهابيين ومشغليهم حقناً للدماء، وإيماناً منها بتفضيل الحل السياسي على العسكري، وتأكيداً على التزاماتها بكل ما تنص عليه التفاهمات والاتفاقات، ولكن هذا لا يعني بالمطلق أنها ستسمح باستمرار الأوضاع لما هي عليه، لأن صبرها لن يكون إلى ما لا نهاية في آخر المطاف، ومن حقها الطبيعي دحر الإرهاب، وطرد أي محتل لأراضيها.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 18-9-2019
رقم العدد : 17077

 

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"