أوروبا وأوهام المرتزقة

 

 

سبحة الإرهاب تنفرط حباتها رويداً، وأوراقه تسقط واحدة تلو الأخرى مع كل مطلع شمس، ويلعن القابعون في الأوكار الساعة التي وطئت أقدامهم فيها الأراضي السورية، لأن أحلامهم تتشظى ومشاريعهم تتآكل، وآمالهم تتطاير على وقع خبر قمة من هنا واجتماع هناك، أو رصاصة تطلق نحوهم، أو قذيفة تمرغ رؤوسهم المحشوة بالحقد والتطرف والعدوان.
في السنوات الأولى من عمر الحرب الوحشية، لم يكن هناك أكثر من داعمي مرتزقة التكفير، ولكن جميع أولئك لم يستطيعوا شق الصف الواحد، ماخلا بعض ضعاف النفوس الذين لا حاجة لذكر عددهم وأماكن أو أهمية عملهم، لأن السوريين إذا لزم الأمر جميعهم في مفاصل مهمة، ويكثر فيهم القادرون على سد الفراغ الذي يتم إحداثه، أي من تلك النماذج التي ارتضت لنفسها الارتهان للخارج، واعتمدت عليه في معيشتها، لظنها انه الصدر الدافئ الذي يمكن اللجوء إليه والاحتماء فيه عند الحاجة، غير مدركة أن ظهره مكشوف وصدره عار، وعورته مفضوحة وبحاجة لمن يسترها ويخبئها.
اليوم يفلت ذاك الصدر يديه عن ظهر كل من أراد الاحتماء فيه، والتلطي تحت عباءته، ليسقط صريعاً على الأرض حائراً في أمره، ولأن الاتحاد الأوروبي أحد هؤلاء (الحماة والغيارى) على مصلحة الإرهابيين، قرر وقف دعمه ومساعداته لإرهابيي (النصرة) في إدلب متذرعاً بالخلافات والانقسامات التي تحصل بينهم، بينما الحقيقية أعمق وأكبر من ذلك بكثير، لكون أولئك التكفيريين الذين يختبئون في المحافظة مصيرهم إلى الزوال بعد تطورات المشهد السياسي والميداني، والمعطيات التي باتت بين أيادي الخبراء والمتابعين، وبالتالي لا طائل من دفع المزيد من الأموال عليهم بعد إخفاقاتهم المتكررة فيما أوكل إليهم، والهزائم المتلاحقة التي منيوا بها على امتداد الأراضي السورية.
منظمة (كيومنكس) في الاتحاد الأوروبي إحدى تلك الجهات التي كانت تقدم الدعم، تتخذ اليوم قرار الوقف، لمن يسمون أنفسهم زوراً بالمعلمين، والذين يعملون تحت جناح (النصرة) بينما هم في الحقيقة ليسوا إلا أدوات أخرى، هدفها تلقين الأطفال المغلوب على أمرهم أفكاراً هدامة لذلك الجيل، ومصطلحات متطرفة هدفها القضاء على النشء، وحشو أدمغتهم بما يحرفهم ويجعلهم ميّالين للقتل وارتكاب الجريمة المنظمة والمحرمات، وبالتالي فأهداف أميركا ومن يعمل تحت إمرتها لم ولن تتحقق، وهكذا سيبقى كل ما فكر فيه داعمو الإرهاب مجرد وهم وخيال.

 

حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 19-9-2019
رقم العدد : 17078

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة