إطلالة المطربة المصرية عفاف راضي، على مسرح دار الأوبرا السورية, إلى جانب ميادة حناوي وصباح فخري، تعني عودة الأصالة الفنية والغناء المتقن والراقي.. ويذكر أن صوت عفاف راضي أوبرالي، وهي تنتمي لعصر الغناء الذهبي، ولقد غنت من ألحان بليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل ومنير مراد وغيرهم, وكان عبد الحليم حافظ قد قال عنها عبارته الشهيرة: «ان صوتها من السما».
من جهة أخرى, رأينا صور مكبرة لبعض نجوم الموسيقا والغناء، موزعة في أرجاء مقهى الحجاز بدمشق، وفي مقدمتهم: محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي وغيرهم, وهذه ظاهرة حضارية، نتمنى أن تعمم في المقاهي والمطاعم, إلا أننا نسجل استياءنا من عدم وجود صورة لفريد الأطرش بينهم، لاسيما وأنه ابن سورية بحكم الولادة، وهو الأكثر انتشاراً على الصعيد العالمي, بين كل نجوم الموسيقا والغناء العربي.
ونحن نتحدث عن الأصالة الفنية، نشير إلى أن شهر أيلول شهد في سنوات متباعدة، رحيل عدد من كبار نجوم التلحين والغناء، ولعل أهم هؤلاء فنان الشعب سيد درويش. وموسيقار الأصالة رياض السنباطي. وعبقري النغم بليغ حمدي, الذي كان أصغر من لحّن لأم كلثوم، وكان أول لقاء بينهما في أغنية حب إيه. والمطربة الكبيرة فايزة أحمد, التي لقبها الشاعر كامل الشناوي بكروان الشرق, لأنه كان يصنفها في المرتبة الثانية بعد كوكب الشرق أم كلثوم.
فالظاهرة الفنية الأكثر ثورية وانقلابية وتغييرية مثّلها سيد درويش الذي نقل الغناء من التطريب إلى التصوير الدرامي، بعد أن لحن وغنى لأصحاب المهن والعمال والمزارعين، وقد أشيع عن محمد عبد الوهاب أنه تابع أسلوب سيد درويش، مع أن الحقيقة تقول عكس ذلك، لأن عبد الوهاب اكتفى بالشكل المبتكر الذي خلقه سيد درويش، وأخرجه بمضمون آخر يساير متطلبات الغناء في القصور والصالونات، ولهذا لقب بمطرب الملوك والأمراء.
facebook.com adib.makhzoum
أديب مخزوم
التاريخ: الأحد 22-9-2019
الرقم: 17080