يشكل معرض الكتاب إشراقة ثقافية تتنفس فيها الروح في زمن الظلمة المخيفة التي حملتها إلينا وحوش الإرهاب من كل أصقاع الأرض.
..هو فسحة للروح المتعبة التي أرهقها الوجع والأنين، ودفقة أمل للجسد المنهك والمثقل بالهموم والأسقام, الجسد الذي أغرقته وأنهكته مشقات الحياة ومبارزات الركض الذي لا يتوقف وراء لقمة العيش التي أضحت مغمسة بالشقاء والدماء.
في زمن الحرب، يصبح الكتاب بلسما للروح ودواء لكل داء، لقد ادهشني وأفرحني حتى الحزن!!، ذلك الرجل الذي قابلته في معرض الكتاب وقد هدّه المرض والتعب وهو يجر ويسحب جسده النحيل بعكازين, عندما أجابني على سؤالي الذي اعترف أنه كان جارحاً من جهة، وساذجاً من جهة أخرى لرجل تسمو فيه روحه فوق كل الاوجاع والأسقام..بأنه لا يشعر بالراحة والسكون إلا عندما يحتضن كتاباً ويشرع بقراءته، حيث تقهر حروفه الوجع وتأخذه بعيداً الافاق وتحلق به عالياً بين النجوم، خاصة إذا كان الكتاب مشوقا وممتعا وحافلا بالجديد والجميل.
إن افتتاح معرض الكتاب بعد أيام قليلة من اختتام فعاليات معرض دمشق الدولي هو دليل ملموس على تعافي الوطن وهو قفزة نوعية على طريق العودة الى نهضة وتنمية سورية.
معرض الكتاب هو منجز حقيقي للدفع بعربة التوعية والتنمية الثقافية والفكرية لما للكتاب من أهمية كبيرة وبالغة في زمن الغزو الثقافي والفكري الذي يجتاحنا من كل الأبواب والنوافذ، والذي يستهدف قيمنا وأخلاقنا وحضارتنا ومستقبل ابنائنا وهو بالتالي جرعة جديدة في الحصانة الثقافية لكل السوريين.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 22-9-2019
الرقم: 17080