من نبض الحدث… مصداقية الأمم المتحدة تتآكل على منبرها!

 

 

في كل أيلول تَفقد الأمم المتحدة جزءاً من مصداقيتها لا هيبتها التي لم يَبقَ منها شيء، ذلك أن المنبر الأممي المُتاح سنوياً بمناسبة الانعقاد الدوري للجمعية العامة يملأ الفضاء كذباً ونفاقاً، ليس بعنوان واحد، بل بكل العناوين المطروحة، بدءاً من أكذوبة التنمية، السلام، وليس انتهاء بكذبة الحرص على البيئة!.
يتناوب الرؤساء، رؤساء الحكومات، على المنبر الأممي، يَستمع العالم لخطابات مَكرورة، يتداول الإعلام الوقائع واللقاءات الجانبية، يتناولها كمواد إخبارية يبني عليها ويُؤسس، يُحلل، ويَستنتج، ثم لا يَقع العالم إلا على افتتاح عام آخر لا يَختلف عن سابقه سوى بارتفاع مُستويات النفاق، النهب، المصادرة، إعلان الالتحاق بالغول الأميركي، فيما تَستمر التغطية الغربية الأميركية لجرائم ومُمارسات كيان الإرهاب المنظم (إسرائيل)!.
منذ مَطلع الألفية الثالثة تَنبه العالم – بسبب طُغيان واشنطن – لأهمية إخراج الأمم المتحدة من واقع الهيمنة عليها، تَعطيلها، وجعلها دائرة مُلحقة بالخارجية الأميركية، لكن ما الذي حصل مع كل طروحات إصلاح المنظمة الدولية؟ لا شيء! المُحصلة تُساوي الصفر: بالإصلاح، بتحقيق الأمن والسلام، بحماية البيئة، بتحقيق التنمية المُستدامة، بوقف الحروب والنزاعات، بمكافحة الإرهاب، وبالعناوين الأخرى!.
صار تقليداً سنوياً أن تَشتغل دول منظومة العدوان بالقيادة الأميركية على التَّهيئة المُسبقة لخطاباتها في الأمم المتحدة بما لا يُبقي لها من دور أو مهمة تؤديهما بانسجام مع ميثاقها ومبادئها التي كانت من مُوجبات قيامها، فهل يُوجب ذلك إلا أن تُضاعف الدول الأعضاء عملها المُشترك بجدية ومسؤولية، لاستعادة المنظمة هيئة دولية فاعلة، تقوم بدورها خلافاً للواقع الحالي، فتُصلحها وتَدعمها وتُخرجها من حالة الخضوع لأميركا، بل لتَضع الأخيرة أمام الاستحقاقات التي لا يجب أن تتوقف عند حدود إلزامها بالميثاق والقوانين، بل بمُساءلتها عن ممارساتها وارتكاباتها وجرائمها وفقاً للميثاق والقوانين الدولية؟!.
يَرى البعض أن بلوغ هذا الهدف هو شكل من أشكال الطموح غير الواقعي، ويَراه بعض آخر شكلاً من أشكال الوهم، ويَعتمد هذا وذاك على مُعطيات تقع مباشرة تحت سيطرة دوافع الاستسلام للقوة المُتغطرسة – أميركا – بينما يَنبغي أن يُرى ذلك من زاوية أخرى تَتوفر فيها كل الدوافع المُحفزة على فعل ما يجب فعله لا لإنقاذ المنظمة الدولية فقط، بل لإنقاذ العالم من الطغيان الأميركي، والإرهاب الصهيوني – التكفيري، كخطر داهم واحد يُهدد الجميع ولا يَستثني أحداً!.
تَآكل مصداقية الأمم المتحدة، سقوط هيبتها، وتعطيل دورها، بل استخدامها بالتضاد مع ميثاقها، لا يجب أن يدفع للتسليم والاستسلام، بل للمقاومة والإصلاح..، نحن في سورية، في محور المقاومة، ومعنا قوى دولية وازنة، نعمل بهذا الاتجاه، بثبات، بالقوة والصلابة، لتَصويب المسارات بما يُحقق الأمن والسلام، بما يَردع قوى الهيمنة والعدوان، وبما يَحفظ للعالم التوازن والاستقرار.
علي نصر الله

 

التاريخ: الأربعاء 25-9-2019
رقم العدد : 17083

 

آخر الأخبار
أكثر من ٣,٥ ملايين طالب وطالبة يتقدمون للامتحان الفصلي الأول خدمات صحية متنوعة يقدمها مستشفى الحراك الوطني بدرعا ورشة تدريبية بدرعا للتعرف على ذوي صعوبات التعلم وتشخيصهم انخفاض كبير بأسعار المواد الغذائية في طرطوس تحسن ملحوظ بصناعة رغيف الخبز في درعا تخفيف العقوبات على سوريا على طاولة "الأوروبي" سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة