هل تتجاوز الأمم المتحدة الضغوط؟

 

أعلن بالأمس التوصل لاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة على تشكيلة لجنة مناقشة الدستور، وجاء الإعلان بالتوازي من دمشق ومن المنظمة الدولية التي اعتبر أمينها العام أنطونيو غوتيريس هذا الأمر خطوة البداية للحل السياسي للأزمة في سورية.
استغرقت مباحثات المنظمة الدولية مع الأطراف وعلى رأسها الحكومة السورية ثمانية عشر شهراً، مارست خلالها بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة شتى أنواع الضغوط على المبعوث الأممي ووضعت العديد من العراقيل لكنها فشلت جميعها في إعاقة تشكيل اللجنة أو في فرض صيغ تتنافى مع المصلحة الوطنية السورية.
مجرد تشكيل اللجنة يعني أنها تجاوزت تلك العراقيل ولكن التحدي اليوم أن تبقى اللجنة سيدة نفسها بعيدة عن الضغوط التي ستحاول الدول ذاتها ممارستها لتعطيل عملها أو حرفه عن مساره بما يحقق مصالح تلك الدول التي فشلت أدواتها الإرهابية في تحقيقها.
تشكيل لجنة مناقشة الدستور مهم، لكن الأهم أن يواصل الجيش العربي السوري بالتوازي حربه ضد التنظيمات الإرهابية وبسط سلطة الدولة على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، لتصبح مخرجات اللجنة أي الدستور المعدل قابل للتطبيق على أرض الواقع لأن تلك التنظيمات لا تفقه لغة الدساتير ولا تعيها.
وعلى الدول التي لطالما شرخت آذاننا بالحديث والمطالبة بتشكيل اللجنة كمسار للخروج من الأزمة، أن تتوقف عن ممارساتها ضد الجمهورية العربية السورية وأن ترفع الحصار الاقتصادي عنها وتوقف دعمها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، ليس هذا فقط، بل من واجبها أيضاً أن تساعد في عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم ليكونوا شركاء في عملية إعادة البناء والإعمار بدل أن تعرقل عودتهم وتمارس الابتزاز بقضيتهم.
قطار اللجنة أطلق صافرته وربما ينطلق من محطته الأولى في جنيف نهاية الشهر المقبل، لكن أمامه محطات كثيرة، وقد يتعرض لعراقيل ومطبات تحاول إعاقة مساره وحرف وجهته، وعلى المنظمة الدولية التي أوكلت لها مهمة تسهيل الحوار السوري- السوري عبر هذه اللجنة أن تمارس دورها في منع الضغوط عليها أو التدخل في عملها للقيام بمهامها بكل مسؤولية واستقلالية، فهل تنجح؟.
عبد الرحيم أحمد

التاريخ: الأربعاء 25-9-2019
رقم العدد : 17083

 

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق