بين الأسباب والأعراض.. مرض الزهــايمر والتعامـــل مع الواقـــع

 

يعرف بأنه أكثر الأمراض شيوعاً لدى كبار السن، ولا يبدأ بالظهور إلا بعد سن الستين عاماً إذ يعاني المصاب به من صعوبة التذكر أو حفظ أي ذكريات حديثة، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الزهايمر قد يصيب الشباب ويتسبب لهم في مشاكل في الكلام والذاكرة، وقد تشتد حالة المصاب بهذا المرض فيكرر نفس الجمل والعبارات وينسى المواعيد ويضع الأشياء في غير مكانها الصحيح وينسى أسماء المقربين منه ويواجه مشاكل في التفكير وتقدير الأمور.
سلوكيات لافتة
في هذا الشهر الذي تم اعتماده ليكون شهرا عالميا لمرض الزهايمر وأمراض الخرف تقام الحملات ويتسابق الباحثون للتعريف بأعراضه وأسبابه وتسليط الضوء حول كل ما يتعلق به. يقول الدكتور غسان شحرور عضو الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية: إن زيادة النسيان أو الارتباك هي الأعراض الوحيدة التي تلاحظ على المريض إلا أنه مع مرور الوقت سوف يسرق المرض المزيد من الذاكرة ، وخاصة الذكريات الحديثة، وتختلف سلوكيات المريض لتصبح ملحوظة بين أفراد العائلة وبين الأصدقاء أو زملاء العمل. كما يمكن لتغيُّرات الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر التأثير على الحالة المزاجية والسلوك.داعيا إلى تعزيز جهود توعية أفراد المجتمع بحاجات وحقوق هؤلاء المرضى، كذلك بحاجات وحقوق ذويهم من مقدمي الرعاية.
حقائق وأرقام
اعتمد العالم في هذا العام شعارا للزهايمر هو (الخرف – الوصمة – والتحديات)
إذ يقدر عدد أفراد هذه الفئة من أبناء المجتمع التي تعاني الخرف أو العته بنحو خمسين مليون إنسان، وهناك توقعات بأن هذا الرقم سوف يتضاعف خلال العقود القليلة القادمة، ليصل إلى ثلاثة أضعافه بحلول العام 2050، وتقدر كلفة رعايتهم السنوية بأكثر من تريليون دولار، ذلك وفقا لتقرير منظمة الزهايمر العالمية التي تعمل في ١٠٠ دولة في العالم. هذا ولا بد من التذكير في هذا اليوم أن معظم بلدان العالم تفتقر إلى الخطة الوطنية الاستراتيجية لمواجهة الزهايمر وباقي أمراض الخرف والتي ينبغي أن تتضمن برامج التوعية المجتمعية في مستويات عدة، إلى جانب تعزيز الخدمات الطبية في الكشف والتشخيص والتدبير، ودعم الجهود البحثية العلمية، وغيرها في المجالات الاجتماعية والتشريعية والإنسانية.
تراجع تدريجي
لمرض الزهايمر أو قاتل الذاكرة، مراحل ودرجات مختلفة، فقد أكد الدكتور شحرور أنه في الحالات المبكّرة جدا يحدثُ فقدان جزئي في الذاكرة، مع نقص في التركيز، أما الفعّاليات الأخرى اليومية فيزاولها المريض بشكلٍ عادي تقريباً، ومع تطوّر المرض يزداد الشرود ونقص الذاكرة مما يسبب للمريض تراجعا في فعالياته الذهنية والاجتماعية، فيصعب عليه القيام بعمله (كالعمل الإداري والفكري)، ويصعب عليه معرفة المكان، أو حتى الذهاب إلى مكان اعتاد زيارته، وفي مراحل أكثر تقدما يعجز المريض عن القيام بالأعمال الذهنية البسيطة، وهكذا يمتد الخلل فيصيب التوجه، واللغة، والوظائف الحياتية الأساسية اليومية، حتى يصل معها إلى درجة يفقد فيها القدرة على التعرّف إلى أقرب الناس إليه من ذويه، وحتى قد لا يعرف نفسه.
اختبارات التأكد
لأنه في الحالات المبكّرة يصعب كشف المرض، إذ يختلط مع أمراض أخرى كالاكتئاب الذي يحدث عند بعض كبار السّن، فقد استطاع الأطباء النفسيون أن يطوّروا اختبارا لغويا مبسّطا لكشف هذا المرض وتفريقه عن بعض حالات الاكتئاب، يقول شحرور: إن هذا الاختبار يعتمد على توجه أسئلة بسيطة للمريض، ثم الزيادة في صعوبتها، فالشخص المصاب بمرض الزهايمر لا يستطيع التجاوب مع ازدياد صعوبة الأسئلة وتعقيدها. وعلى سبيل المثال يسأل الفاحص المريض عن العمر، الوقت، العام، تاريخ الحرب العالمية، ويعطيه الفاحص عنواناً ما، ثم يسأله عنه في نهاية الاختبار، كذلك يطلب منه إجراء العد التنازلي من 20 إلى 1. ويعطي للمريض نقطة عن كل جواب صحيح وكلما كانت إجاباته خاطئة كلما كانت الإصابة متقدمة، وهكذا يعتمد تشخيص الزهايمر على القصة السريرية والفحص الفيزيائي الاستقصائي من قبل المختصين والذي يظهر إن كان هناك التباس مع أي مرض آخر.
مؤكدا: أن الخرف أو العته يتميز بحدوث تغير في الشخصية، وظهور اللامبالاة والانطواء على الذات، وعدم القدرة على القيام بمهام الحياة اليومية البسيطة. هذا ويعتقد الباحثون أن نمط العيش الصحي النشط فيزيائياً وفكرياً، وعلاج الأمراض المزمنة بشكل جيد ودائم يسهم وإلى حدَّ كبير في تقليل فرص الإصابة بالأمراض المسببة للخرف.
رسائل توعية
تشير الاحصائيات الخاصة بالزهايمر على وجود نحو مليون شخص يعانون من الخرف على مستوى الوطن العربي ولهذا لابد من تكرار الدعوة للتوعية بأمراض الخرف وحقوق وحاجات المرضى وذويهم من مقدمي الرعاية والمشاركة في هذه الجهود المبذولة من قبل الجهات الصحية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، تبني استراتيجية وطنية وإقليمية، تسعى إلى تعزيز برامج الكشف المبكر والتشخيص النوعي، وبرامج حماية ورعاية من فقد الذاكرة من ذوينا. وعدم إغفال حاجات وحقوق هذه الفئة المتزايدة من المجتمع.

 

ميساء الجردي
التاريخ: الخميس 26-9-2019
الرقم: 17084

 

 

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً