لحسن الحظ بات بإمكاننا أن نضحك ملء أفواهنا، ولن يجرؤ أحد على اتهامنا بالخفّة والسخف، وذلك بفضل ما اتفق عليه كثير من العلماء والباحثين النفسيين، وبعد تزايد أعداد البحوث الطبية التي تؤكد أن الضحك وسيلة طبية طبيعية لمعالجة كثير من الأمراض النفسية والبدنية.. انطلاقاً من قاعدة الجسم السليم في الضحك السليم.
فقد أكد الدكتور (رينشو) مدير مشروع السعادة في جامعة أوكسفورد: أن الضحك يساعد على زيادة التفاؤل، وهو أحد العناصر الأساسية للحياة المثالية، فهو ينمي الإحساس بالألفة والمودّة بين أفراد المجتمع، ويوطد أواصر العلاقات الاجتماعية بينهم، ويسّهل اندماج الفرد داخل المجتمع، ويذيب الفوارق بين الأفراد.
ويؤكد الدكتور (رينشو) أيضاً أن الإنسان إذا تمكن من الضحك في وجه الخوف سينجح في تسيير أمور حياته لصالحه، ويوضح: أن الضحك يضعنا في أماكننا الطبيعية، ويبدد مخاوفنا، ويحسن قدرتنا على الفهم، ويجعلنا نبصر الأشياء بعيون متفائلة.
إلى جانب فوائده النفسية… للضحك الخافت فوائد فسيولوجية أيضاً، حيث يعدّه الأطباء رياضة بدنية مفيدة، لا تقتصر على تمرين عضلات محيط الوجه والرأس فقط، بل تمتد لتشمل كافة عضلات الجسم، مشيرين إلى أن عضلة الحجاب الحاجز هي أكثر العضلات استفادة، وذلك لأن الضحك يساعدها على تفريغ بقايا الهواء المتراكمة داخل الرئتين، كما تمتد الفائدة إلى كافة أجهزة الجسم لتشمل الجهاز العصبي والقلبي والوعائي، وكذلك جملة الغدد الصماء.
وفيما يتعلق بالقلب، فإن الضحك يجعل الأوعية الدموية تعمل بشكل أكثر كفاءة، ويؤكد العلماء أن الضحك الحقيقي النابع من القلب يساعدنا على التخلص من الوحدات الحرارية الزائدة.
وللجمال أيضاً نصيب من فوائد الضحك.. حيث يؤدي إلى تمرين كافة عضلات الوجه، ويؤدي إلى تدفق الدم في كافة أنحائه، فتبدو البشرة صحية ومشرقة تشّع بريقاً وجاذبية.
وختاماً فإن الضحك يساعدنا على تفادي الإصابة ببعض الأمراض..
لأنه يقوي جهاز المناعة ويزيد عدد كريات الدم البيضاء في الجسم، كما يحفز بعض مسكنات الألم الطبيعية في الجسم على الانطلاق من مخابئها، وأخيراً… اضحك تضحك لك الصحة.
الدكتور محمد منير أبو شعر
التاريخ: الجمعة 4-10-2019
الرقم: 17090