ما زال استحضار ذكريات تشرينية يبعث الدفء في عروق خريفية ، فتشرين في صفحات تاريخنا المضيء لم يكن في يوم من الأيام مجرد فصل سنوي يشغل بعضا من صفحات روزنامتنا ، أو أوراق صفراء ذابلة و متساقطة تدوسها أقدام الأيام العابرة ، كمشهد تراجيدي يستدعي موجات حزن و يثير نوبات اكتئاب ، و لكنه مناسبة تتجدد فيها مشاعر الفخر و العزة الوطنية ، كما تفيض أحاسيس الإجلال و الإكبار لتكسو قامات أبطال خطوا بدمائهم الزكية أسطورة تاريخية لا تنافسها بطولات شعب آخر ، فأدمن الانتصار و غرق حتى الثمالة في صنع بطولة فريدة ليكون مضرب مثل و أنموذجا يحتذى .
في ذكرى انتصار حرب تشرين التحرير يتجدد انتصار جديد في كل شبر من وطننا ، ففي صفحات بطولة تاريخية خالدة صان جيشنا العربي السوري الأرض و حافظ ببسالته و تضحياته على السيادة الوطنية و حطم بأقدامه الواثقة و سواعده القابضة على سلاح الحق أسطورة جيش معاد غاشم لا يقهر .
البطولة مستمرة و التضحيات ما زالت تكتب نصرا جديدا على عدو شرس حاول مجددا أن يمس سيادة وطننا ليغتال أمننا و يعبث بخارطة مقدسة لا تقبل العبث و القسمة ، و كما استطاع أبطال حرب تشرين التحريرية دحر عدو خارجي ، نجح أبناؤهم الذين ورثوا الشجاعة و تربوا على حب الوطن من مواجهة عدو الداخل ، فكان النصر عنوانا حتميا لكل معاركنا ضد كل من يغامر بمس وطننا بغدر .
منال السماك
التاريخ: الأحد 6-10-2019
الرقم: 17091