اعتــراف!

أرقام التحققات والتحصيلات المالية لدى مديريات المال غير مقنعة ولا تعادل حجم النشاط الاقتصادي هو اعتراف رسمي من وزير المالية أمام المسؤولين عن تلك التحصيلات بالتقصير، بل هناك أكثر من ذلك قيام بعض العاملين في الدوائر المالية بتعليم المكلفين على كيفية التهرب الضريبي.
المشكلة أننا نسمع ذلك من أعلى جهة مسؤولة عن التهرب الضريبي وإصلاح النظام الضريبي في سورية دون اتخاذ أي إجراءات رادعة مع معرفته بواقع الحال في الدوائر المالية، فهل نشهد بعد هذا الكلام تقييما لأداء العمل وخاصة مع حملة التغييرات التي طالت بعض الأقسام المهمة في مديرية مالية دمشق؟
لا شك أن تراجع الإيرادات يمثل مؤشراً على تواضع الأداء أو نشوب علاقات غير سليمة مع المكلفين، وهذا يفرض على القيمين على الدوائر المالية الإسراع بتعديل النظام الضريبي بما يحقق العدالة الضريبية التي ستكون إحدى الأدوات لمنع التهرب الضريبي.
وقبل ذلك لابد من إيجاد معايير لمراقبي الدخل تحث على النزاهة والعدالة التي من شأنها أيضا تقليص مساحات التهرب الضريبي بدلا من الذهاب نحو محاباة المكلفين وتدريبهم على التهرب والتلاعب الذي يؤدي بالتأكيد إلى حرمان خزينة الدولة حقها الطبيعي بتلك التحصيلات.
اقتصاديا وفي كل دول العالم تتقاطع أهداف السياسة الضريبية حول تحقيق مجموعة من الأهداف، يتم من خلالها وبها قياس درجة كفاءة هذه السياسات،فعلى المستوى المالي تضطلع الضريبة بدور تمويل النفقات العامة،أو جزء منها على الأقل وهي في بعدها الاقتصادي تعمل للحفاظ على دوران عجلة الإنتاج ومواجهة التقلبات الاقتصادية كالتضخم والانكماش وأخيرا وليس آخرا إعادة توزيع الدخل والحد من التفاوت في الدخول وهو الهدف الاجتماعي لكل ضريبة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تتمتع سياساتنا الضريبية بقدرة على توليد إيرادات توفر قنوات تمويل للنفقات العامة المتزايدة وخاصة مع مشروع الموازنة للعام القادم والذي يقدر بـ 4000 مليار ليرة والأمر الأكثر أهمية تأمين إيرادات الدعم الاجتماعي الذي اعتبرته وزارة المالية الأهم للموازنة القادمة.
وهنا مرة أخرى نتوجه لوزارة المالية للبحث عن المطارح الضريبية الحقيقية التي تحقق إيرادات لخزينة الدولة دون أن تمس الوضع المعيشي للمواطن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية فهل تنجح من خلال السياسة الجديدة بتقييم الأداء ومحاسبة المقصرين بحصاد أرقام تتناسب وطموحها؟.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 7-10-2019
الرقم: 17092

آخر الأخبار
الشرطة النسائية في اللاذقية.. نموذج جديد للأمن المدني بعد حقبة القمع مصداقية الحكومة في الاستثمار الصناعي على المحك إدارةُ الطاقة.. معركةُ المستقبل الّتي لم نبدأها بعدُ الشتاء قادم.. و2,2 مليار ليتر مازوت تحت الاختبار "المركزي": العمل على إعداد مشروع لحماية المستهلك المالي "النظام الضريبي الجديد".. خطوة نحو العدالة والتنافسية حلم الثراء السريع يتحول إلى كابوس.. منصات مشبوهة تسرق أموال السوريين فيدان: دعم تركيا للحكومة السورية ثابت والانتخابات محطة مفصلية    أوّل انتخابات برلمانية بعد الأسد... نهايةُ مرحلة الاستبداد السياسي في سوريا المحامي عبدالله العلي: آلية الانتخابات تحاكي المرحلة وبعض الدوائر تحتاج زيادة في عدد "الناخبين" تطوير صناعة الأسمنت محلياً.. أولوية لإعادة الإعمار استعراض أحدث التقنيات العالمية في صناعة الأسمنت وتعزيز الشراكات الانتخابات التشريعية خطوة راسخة في مسار بناء الدولة الحديثة تعزيز الوعي الديني وتجديد الخطاب الدعوي.. تبادل الخبرات في المجالات الدعوية والتعليم الشرعي مع السعودية مهرجان "ذاكرة القدموس" للتراث اللامادي يختتم فعالياته الانتخابات البرلمانية.. آمال بتغيير النهج التشريعي وترسيخ الشفافية سوريا تشارك باجتماع مجلس إدارة الاتحاد العربي الرياضي بالقاهرة      تطلع أردني لتدريس مهن الطيران في سوريا يفتح آفاقاً جديدة   "سوريات" يسقطن الحواجز ويعملن سائقات "تكسي"