بدوافع عديدة يبدأ الطفل بأسئلته التي تبدو في كثير من الأحيان غير مفهومة وغير واضحة لجهة توقيت وأسلوب طرحها، ليبقى الأهم في ذلك كله هو إجابة الاهل عن تلك الأسئلة بشكل واضح والتعامل معها بشكل جدي بعيدا عن اللامبالاة والسخرية والاستهزاء كما يفعل كثير من الآباء والامهات، خاصة إذا كانت تلك الأسئلة محرجة نوعاً ما.
وحاجة الطفل الى السؤال تبرز من عدة دوافع كالخوف من المجهول والرغبة بالاطمئنان و المعرفة، أو لجذب الانتباه ، أو لسعادته أنه استطاع أن يتقن الكلام والفهم وكثير من الأسباب، و قد يُحرج الطفل والديه بأسئلة محرجة في بعض الأحيان، قد لا يتمكنان من الاجابة المناسبة عليها، فيعمدان الى إسكاته أو إعطائه معلومات خاطئة، وهذا بحد ذاته يشكل خطاْ جسيماً، لاسيما عندما يكتشف الطفل مستقبلا أن والديه قد كذبا عليه، وهو الامر الذي سوف يشعره بعدم الثقة بوالديه وفي بعض الأحيان سوف يلجأ للآخرين للإجابة عن أسئلته، وهو في هذه الحالة عرضة للمخاطر بحسب مصداقية تلك الإجابات.
ما يتوجب على الاهل القيام به في هكذا حالات هو عدم إهمال أسئلة أبنائهم، خاصة إذا كانوا أطفالا أو مراهقين، بل يجب عليهم أن يشجعوهم على السؤال، وبالمقابل إجابتهم على قدر فهمهم بحيث تكون الاجابة محددة ومبسطة وقصيرة ولا يتطلب الامر فيها التدقيق والدخول في تفاصيل شائكة.
باختصار شديد إن أفضل طريقة للإجابة على أسئلة أطفالنا، هي الوضوح والدقة والإقناع، مع الانتباه إلى أن تكون إجابتنا تناسب أعمار أبنائنا من حيث العمر الزمني والعمر العقلي أي القابلية على الفهم والاستيعاب.
فردوس دياب
التاريخ: الأربعاء 9- 10-2019
رقم العدد : 17094