قبل التعليم كانت التربية على القيم الأخلاقية ،من أهم مهام معلم حرصت الاسرة على احترام هيبته ،وفوضته للقيام بهذه المسؤولية ،(له اللحم وللآباء العظم )،معلم يعطي المعرفة مقرونة بالتربية لبناء الانسان ،أقدس قيمة في الوجود .
اليوم ،تواجه المدرسة مشكلات سلوكية تتحدى دورها التربوي في بناء الجيل وإعداده للغد الأفضل، وأصيبت السلطة الأبوية بشيء من الضعف في ظل تطور تكنولوجي وفضاء معرفي ،وتباينات أصبحت كبيرة بين الآباء والأبناء مما يجعل التواصل صعبا وفق أساليب تربوية خاطئة كالتسلط والأوامر التعسفية …أو التساهل وغض البصر عن انفلات أخلاقي في زحمة الانشغالات الحياتية لتأمين لقمة العيش .
من أهم أهداف مؤتمر التطوير التربوي الذي أقامته وزارة التربية بنهاية الشهر الماضي، الوقوف على الواقع التربوي بعد أن تأثر بتداعيات الأزمة والسعي لتحسين العملية التعليمية للطلاب الذين هم في سن التعليم ،وبالاطلاع على هذا الواقع بالعين المجردة نرى مشكلات يواجهها الطلاب على اختلاف أنواعها ،ومن أهمها المشكلات السلوكية التي تؤذي وتعيق تطور العملية التعليمية فبعض التلاميذ يكونون مصدر ازعاج في الحصة الدراسية من خلال اصدار أصوات وهتافات، وآخرون يكونون عدوانيين ويبدو ذلك في المشاكسة الكلامية والتهديد والشتم ومحاولات الابتزاز والضرب ومخالفة الأنظمة المدرسية والهروب من المدرسة ،ويبدو الخوف من الامتحان بخاصة لدى طلاب الشهادات الإعدادية أو الثانوية أو أي امتحان يقرر مصير الطالب الدراسي .
تحديات تربوية كبيرة تواجه القطاع التعليمي اعترف بها المعنيون في مؤتمر التطوير التربوي ..والاعتراف بالواقع الحقيقي وتشخيص الداء خطوة العلاج الأولى ،وعلى أمل خطوات تربوية إيجابية سريعة من أهمها عودة الدور القيمي للبيت والإعلام والمدرسة ..وهيبة معلم كاد أن يكون رسولا .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 9- 10-2019
رقم العدد : 17094